خيم الظلام الدامس علي أروقة مجلسي الشعب والشوري، عقب الأحداث الدامية التي شهدها شارع مجلس الوزراء خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما أصدرت الشرطة العسكرية تعليمات صارمة لمنع دخول العاملين بالمجلس والصحفيين البرلمانيين، فضلا عن وسائل الإعلام التي تبارت في تصوير مبني مجمع اللجان من الداخل بعد الخسائر الفادحة التي لحقت به. وتوقفت الحياة بالكامل داخل مجلس الشعب، وتم إخلاء جميع المباني من الموظفين وتم إلغاء «النوبتجيات» خشية تعرضهم للإصابات.. خاصة بعد إصابة زملائهم في نوبتجية المساء بالاختناق جراء إلقاء المتظاهرين لزجاجات المولوتوف، فضلا عن إصابة 6 ضباط وأكثر من عشرين مجندًا وأرجأت الأمانة العامة بمجلس الشعب استقبال النواب الجدد لبرلمان الثورة، وقررت تعليق أعمال اللجان المختصة باستخراج الكارنيهات لحين عودة الاستقرار إلي مباني مجلسي الشعب والشوري. ورصدت «الوفد» من خلال جولة لها الخسائر التي تكبدها مبني مجمع اللجان البرلمانية من تحطيم للنوافذ الزجاجية التي تم رشقها بحجارة المتظاهرين، فضلا عن الحريق الذي قضي علي معالم الدور الأول بالمجمع والذي يضم مكتب الحرس لمجلسي الشعب والشوري ومكتب وزير مجلسي الشعب والشوري - والقاعة الفرعونية - والتي شهدت عقب ثورة 25 يناير اجتماعات مؤتمر الوفاق القومي، ومن المعروف أن مبني مجمع اللجان البرلمانية تم افتتاحه في عهد الرئيس أنور السادات ويضم عشرة أدوار تحتوي علي عدد من اللجان البرلمانية والقاعات. كما شملت الخسائر هدم السور الفاصل بين مبني المجلس ووزارة النقل، حيث نجح عدد من المتظاهرين في اختراق بعض أروقة المجلس وسرقة عدد من «طفايات» الحريق. وفي لقاءات أجرتها «الوفد» مع شهود عيان ومعظهم من موظفي اللجان البرلمانية الذين يسكنون بشوارع قريبة من المجلس علي موقعة مجلس الوزراء أكدوا أن النية كانت مبيتة لبعض المعتصمين أمام بوابة 4 الإلكترونية لمجلس الشعب، حيث حاولوا الاصطدام بضابط من الشرطة العسكرية تصادف خروجه لشراء وجبة العشاء لنفسه.. فاعترضوا طريقه وقاموا بإلقاء كرة شراب عليه ثم وجهوا له سيلاً من السباب، الأمر الذي استفز الضابط الذي حاول ضبط نفسه إلي أن حاول أحد المتظاهرين الاشتباك معه بالأيدي تمزيق بدلته العسكرية، مما ترتب عليه قيام الضابط باحتجاز المتظاهر داخل مجلس الشعب، وقامت مجموعة من عساكر المظلات بضرب المتظاهر للدفاع عن الضابط.. وفي تمام الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة وتم الافراج عن المتظاهر الذي خرج لزملائه وروي رواية أخري. في الخامسة من فجر الجمعة تجددت الاشتباكات بين المتظاهرين الذين بدأوا في إحضار صناديق بها حجارة صغيرة لرشق مبني مجلس الشعب. وأشار شهود العيان ومعظمهم من موظفي اللجان البرلمانية الذين يسكنون شوارع قريبة من المجلس إلي أنهم اضطروا للذهاب للمجلس بعد أن تواترت الأنباء عن قيام المتظاهرين بإشعال النيران في سيارة اسعاف كانت بجوار بوابة 4 لمجلس الشعب، لافتين إلي أن الأجواء هدأت مع الصباح.. لكنها تجددت بدون أسباب بعد ذلك حيث قام المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف علي مبني مجمع اللجان لإحراقه.. إلا أن عمال اليومية الذين تصادف وجودهم في نوبتجية الجمعة، حاولوا الاحتماء منهم غير أن محاولتهم باءت بالفشل.. وترتب عليه قيامهم بالدفاع عن أنفسهم في ظل وابل الحجارة الملقي من المتظاهرين عليهم، خاصة بعد إشعال الحريق في «كابل» الكهرباء التابع لهيئة النقل والكباري. وأوضح شهود العيان أن هؤلاء ليسوا من المتظاهرين لأنه كان بحوزتهم طلقات خرطوش ورصاص حي، فضلا عن أن بعضهم كان يربط وسطه بحزام مبطن، وأشاروا إلي أنه تم إلقاء كرات من النار علي مبني المجمع بعد تحطيم النوافذ الزجاجية لإحراقه. والأخطر من ذلك، كما يروي شهود العيان، هو تواجد أقلام الليزر مع المتظاهرين في سبيل تحديد هوية ضباط أمن مجلس الشعب لضربهم بالحجارة، وأشار شهود العيان إلي أنه تم إشعال النار في العديد من السيارات الملاكي عمدا وأن المتظاهرين كانوا يتحركون وكأنهم يعلمون بمداخل مجلسي الشعب والشوري، وأن نيتهم كانت مبيتة لإحراق مباني المجلس بالكامل.