أعلن اتحاد كتاب مصر في بيان أصدره اليوم الأربعاء، استنكاره لجريمة اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتّر. وقال البيان: إن كلّ معتد على هذا الحق هو مجرم يستحق العقاب، وأن محاكمة أي فكر لا تكون إلا بالفكر، وأن الرأي لا يجابه إلا بالرأي، وأن الثوابت لاتحددها جماعات أو أفراد، وإنما الحكم فيها للدستور والقانون، الذي له وحده تحديد أطرها، وأن القاضي الطبيعي لفكر الكاتب هو كاتب مثله، يحترم الاختلاف، دون مصادرة، ويحترم حق الحياة دون سلبها في أبشع صور احتكار اليقين. ( وأضاف البيان :وإذا كانت المحاولات الغاشمة التي نجح بعضها في اغتيال المختلف كما في حال ناجي العلي، وفرج فودة، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، وغيرهم كثير، تعبيرًا عن فكر عقدي أو أيديولوجي ضئيل وأحادي، لن يكتب له الحياة في هذا العصر إلا في المخابئ والجحور، فإن اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتّر بأيدي التكفيريين الرعناء، بسبب رسم نشره، عن "داعش الإرهابية المتطرفة"، هو إعلان جديد يؤكد تغلغل هذا الفكر الإرهابي في العالم العربي كله، وهذا ما يتطلب من كل فكرعربي حر التصدي له، والوقوف ضده وفضحه، وكشف أصحابه، ومحاربة المنطلقات الثقافية والفكرية والعقدية التي بررته، والتصدي لها بكل قوة استنادًا إلى دساتير وقوانين وأعراف إنسانية حضارية وقارة ترتضيها الآن الجماعة الإنسانية بعامة. إن حدوث هذه الجريمة الشنيعة لدليل قاطع على تقصير المؤسسات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني بعامة، وخطاب الدول العربية الثقافي الرسمي بخاصة عن القيام بأدواره في حماية أصحاب الأقلام والعقول الحرة والمفكرة من كل أشكال الاعتداء والإرهاب الذي تمارسه الثقافة المتطرفة المتخفية في إهاب ديني مزيف, وتحت عباءة أفكار عقدية متطرفة، وتشريعات قانونية خاطئة. من هنا فإن اتحاد الكتاب يعلن إدانته لأولئك الإقصائيين، الاحتكاريين، الظلاميين، أصحاب المحنطات الثقافية، وعبدة أصنام الفكر، ومناصري الاعتداء على الحريات التى منحها الخالق لمخلوقيه.
