اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية ان نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية فى مصر ، ستكون الاختبار الحقيقى لنجاح الثورة المصرية. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم ان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات اكدت ان الشعب المصرى يقظ ، حيث فشل كل رموز النظام السابق ومن يسمون بالفلول الذين خاضوا الانتخابات فى الفوز ولو بمقعد واحد . ولكن هناك حالة من الترقب لنتائج المرحلة الثانية ، لتحديد ما اذا كان هناك احد اعضاء الحزب الوطنى السابق قد نجح فى الانتخابات ام لا. وقالت الصحيفة ان نتائج هذه المرحلة لن تحسم فقط موقف اعضاء النظام القديم ، بل انها ستحسم موقف الاحزاب الليبرالية والعلمانية ، التى لم تحقق النجاح المطلوب فى المرحلة الاولى ، رغم انها هى التى أشعلت الثورة وكانت السبب المباشر فى خلع الرئيس السابق حسنى مبارك. واشارت الصحيفة الى ان انتخابات المرحلة الثانية ، تجرى فى عدد من المحافظات التى يتواجد فيها مرشحون من النظام القديم ، خاصة محافظة المنوفية موطن الرئيس السابق "حسنى مبارك" وبعض المحافظات الاخرى. ورأت الصحيفة انه من الممكن ان ينجح بعض الفلول فى الانتخابات ولكن الدلائل الحالية تشير الى ان مصر ستنتقل من عهد كان فيه نظام حاكم ومعارضة الى نظام جديد يقوم على المواجهة بين اسلاميين وعلمانيين حسب وصف الصحيفة . ونقلت الصحيفة عن الدكتور "مصطفى كمال السيد" استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية بالقاهرة ، ان المخاوف من ان يتحول البرلمان الجديد الى سيطرة الاسلاميين والحزب الوطنى السابق، لم تعد موجودة، فبعد نتائج المرحلة الاولى وفى ظل التوقعات بفوز الاسلاميين فى المرحلة الثانية ، لم يعد للفلول وجود تقريبا ولا خوف منهم. واضافت ان بعض المحللين توقع ان يحصد الفلول نسبة مساوية من المقاعد التى سيحصل عليها الاخوان المسلمون ، الا ان كل المؤشرات اثبتت عكس ذلك . ولكن الصحيفة رأت ان محافظة مثل سوهاج حيث النظام العائلى ، سجلت اكبر عدد من مرشحى الفلول . ونقلت الصحيفة عن "حازم حمادى" احد اعضاء مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى فى سوهاج ، ان العائلات والنظام القبلى والعلاقات بين المواطنين وليس الايدلوجيات السياسية والحزبية هى التى تحسم الانتخابات فى سوهاج . واضاف "حمادى" ان الاحزاب الاسلامية مثل الحرية والعدالة وحتى الليبراليين لا يعرفون طبيعة الناخبين فى سوهاج ، وبالتالى لن يكون لهم وجود فى هذه المحافظة. ونقلت الصحيفة عن الناشط السياسى المعروف المهندس "ممدوح حمزة" ، ان الفلول فى الصعيد ليسوا من رجال الاعمال الذين افسدوا مصر ، ولكنهم ينتمون لعائلات كبيرة وقبائل سيطرت على مقاعد البرلمان لفترات طويلة . وقالت الصحيفة انه رغم ثقة "حازم حمادى" فى انه سيعود الى البرلمان مرة اخرى ، الا ان عددا قليلا من ابناء سوهاج الذين يعيشون فى مدينة نصر بالقاهرة يؤيدون "حمادى". ونقلت الصحيفة عن "ياسر محمد " صاحب مقهى شهير فى مدينة نصر ومن سوهاج ان هناك مرشحين أفضل من "حمادى" . ونقلت عن "يوسف على" احد ابناء سوهاج، قوله: ان "حمادى" مجرم ، وشارك فى عمليات التعذيب والاضطاد والقمع للمواطنين عندما كان يعمل ضابطا فى جهاز امن الدولة السابق فى التسعينات من القرن الماضى . واشارت الصحيفة الى ان "حازم حمادى" ينكر تماما انه استخدم التعذيب خلال عمله فى جهاز امن الدولة ، رغم ان تقرير صادر عن مركز "نديم" لإعادة تأهيل ضحايا العنف بالقاهرة فى عام 2006، نقل عن شهود عيان ما يؤكد هذه المعلومات . وقال" يوسف على" ان "حمادى" مثله مثل كل اعضاء الحزب الوطنى لن يصوت له أحد وسيسقط سقوطا مهينا.