بالرغم من المطالبات الخاصة بحزب النور السلفي في عدم إشراك المرأة في العمل السياسي وعدم إدخالها بمقرات العمل إلا أنهم اليوم في الدائرة الرابعة بمحافظة الجيزة ضربوا مثلا كبيرا في كسر هذه القاعدة التي طالما عرفت ورسخت لدي رجالهم. فقد صمم علي المشاركة في العملية الانتخابية بل والتأثير علي الناخبين في الدائرة لحث الناخبين بالتصويت لصالح مرشحي الحزب وذلك بكافة الطرق المخالفة وغير المخالفة لقانون الانتخابات خاصة مع حظر الدعاية الانتخابية وفقا لقانون الانتخابات والمسمى بفترة الصمت الاعلامي، حيث قمن بالاستمرار في الدعاية الانتخابية سواء بالبوسترات الخاصة بهم أو الاندساس في صفوف النساء ومطالبتهن بانتخاب المرشحين السلفيين . في الحقيقة حزب النور السلفي لم يترك أي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية في اليوم الأول من الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية إلا وقام بأدائها وكانت بدايتها التواجد الكثيف للمنتقبات التابعات لحزب النور حيث ظهرن بشكل مكثف في مختلف لجان الدائرة الرابعة منذ فتح اللجان حتي إغلاقها في التاسعة مساء بعد فترة المد . ونساء "النور" ظهرن بردائهن الأسود وكأنهن يتبعن تشكيلا معينا مخططا بشكل عالى ودقيق في تنظيمه حيث تواجدن ومارسن دورهن باحترافية عالية وكانوا بعلاقة ودراية كبيرة بالأخبار في مختلف اللجان في الدائرة بالإضافة إلي التدخل الصريح من جانبهن وسط طوابير النساء ومطالبتهن بشكل علني بانتخاب الإسلاميين . في المقابل لم ترَ أي دعاية انتخابية لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والتزم بشكل كامل بفترة الصمت الانتخابي -علي الأقل في تلك الدائرة- ولم تلاحظ له أي بوسترات أو ورقيات انتخابية في منطقة الهرم له وهذا ما أدي إلي وقوع مشادات كلامية بين أنصار حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة أمام مدرسة رمسيس الابتدائية لاعتراضهم على قيام أنصار حزب النور بالاستمرار في دعايتهم الانتخابية وتأثيرهم على الناخبين للتصويت لمرشحيهم. "منتقبات النور تفوقن علي رجالهن" هذه همهمات ترددت طوال نهار اليوم الأول من الجولة الثانية بالهرم وكانت المحطة الأولي من مدرسة الحلمية بنزلة السمان حيث بدأت المنتقبات نشاطهن في التواجد في الشوارع الجانبية، وقمن بتوزيع أنفسهن علي المدارس المجاورة من مدرسة مبارك التجارية بشارع زغلول ومدرسة رمسيس ونصبهن خيما نسائية باستخدام أجهزة إلكترونية بغرض تقديم خدمة مقر اللجنة إلا أنه في المقابل يقومن بمطالبتهم بانتخاب مرشحي النور . تلك الممارسات تطلبت تدخل رجال القوات المسلحة بمطالبتهن بالابتعاد عن مقار اللجان الانتخابية خاصة أن ذلك يعد اختراقا لفترة الصمت الانتخابى وطلبوا منهن الابتعاد عن طابور السيدات، وهددوهن بعمل محاضر لهن وتحويلهن لقسم الشرطة. قائلا "هذا مخالف للقانون ولا يجوز السماح به أمام مقر اللجان الانتخابية، إذا كنتم انتخبتم فاتفضلوا من هنا". وتجاوبن له إلا أنهن عاودن الرجوع مرة ثانية ولم يتحرك إليهن أحد خاصة بعد التوافد الكثيف الذي طرأ علي اللجان الانتخابية بعد ظهر اليوم وظهرت الطوابير ذات الأمتار الكبيرة مما أعطى فرصة لهن بالانتشار الكثيف بين الناخبين والتأثير عليهم . وفي السياق نفسه ولكن في مدارس أخري تكررت نفس هذه المواقف من النساء السلفيات وذلك في مدرسة شوارع زغلول ونزلة السيسي الابتدائية والإعدادية بالإضافة إلي المعهد الأزهري الذي اصطفت أمامه طوابير التفت حوله حتي مساء اليوم ولكن كان الملفت للنظر اقتصار دور رجال وأنصار حزب النور علي التواجد في التجمعات والسير في الشوارع وأيضا الالتزام الخاص بنقل الناخبين عن طريق وسائل السيارات "ميكروباصات" التى وضعوا عليها بوسترات مرشحي الحزب بالإضافة إلي توزيعهم وريقيات يكتب عليها أسماء المرشحين السلفيين وأرقامهم وأيضا استعمال أجهزة الكمبيوتر في الساحات الواسعة ومداخل اللجان لتقديم خدمة مقر اللجنة في الظاهر والباطن حثهم علي انتخاب المرشحين . وفي نزلة السمان كانت المفاجأة بأنه بالرغم من التوافد الكثيف علي جميع المقار اللجان الانتخابية إلا أن التوافد كان محدودا وبشكل ملاحظ قليلا جدا مما أرسى حالة من الهدوء والاستقرار في المدرستين في نزلة السمان وهي مدرسة نزلة السمان الابتدائية والبنات . وفي كفر الجبل حيث التكتلات والعائلات والإقبال الشديد علي اللجان الانتخابية والتواجد السلفي الكثيف للمنتقبات اللائي انتشرن بشكل كبير أمام الوحدة الصحية بكفر الجبل ومارسن جميع أنواع الدعاية الانتخابية بالرغم من فترة الصمت الانتخابي بالإضافة إلي مدرسة كفر الجبل الابتدائية . ويأتي ذلك في إطار توافد آلاف الناخبين منذ الثامنة صباحا على لجان التصويت بمنطقة قسم شرطة الهرم وبدأ التصويت بحضور المشرفين على اللجان وسط تواجد امنى مكثف من رجال القوات المسلحة ورجال الداخلية الذين شوهدوا بكثافة اليوم، كما عادت طوابير الناخبين من جديد بعد أن غابت خلال جولة الإعادة بالمرحلة الأولى. وكان اللافت للنظر أيضا ائتلاف شباب الهرم الذي قام بعمل حلقات أمنية أمام مقار اللجان الانتخابية بمنطقة الهرم لمساعدة رجال قوات الشرطة والشرطة العسكرية فى تأمين مقار اللجان، وتنظيم طوابير الناخبين امام المقار. و تواجد الائتلاف بشكل كامل أمام جميع المقار الانتخابية فى منطقة الهرم بدءا من مدرسة رمسيس إلى المعهد الأزهرى بشارع زغلول حيث يوجد اثنان من هذا الائتلاف أمام كل لجنة لتنظيم طابور الانتخاب وإبعاد من يقوم بعمل دعاية للتأثير على الناخبين مرتدين "تى شيرتات" زرقاء مكتوبا عليها "اللجنة الشعبية لائتلاف شباب الهرم". وقال عمرو نبيل عضو ائتلاف شباب الهرم والذي تواجد أمام مدرسة الحلمية الاعدادية إنهم مجموعة متطوعة نظموا هذا الائتلاف للمشاركة فى العملية الانتخابية والمساعدة فى مرورها على أكمل وجه فى الهرم مشيرا إلى أن دورهم يقتصر فقط على التنظيم ولم يتدخلوا للتأثير على اى ناخب لحساب مرشح بالإضافة إلى حرصهم على مرور العملية الانتخابية بسلام وعدم نشوب اشتباكات أو مشاجرات بين اى من الأشخاص. ومن جانبه قال عصام محمد عضو الائتلاف أمام المعهد الأزهرى "عمر بن عبد العزيز" إن مشاركتهم اليوم فى العملية الانتخابية تطوعية وليست لها مقابل من جهة وإنما لحرصهم على تنظيم العملية الانتخابية بجهودهم و ليس لحساب أى حزب أو مرشح. واستمرت عملية التصويت حتي مساء اليوم بعد أن مد فترة التصويت الانتخابي للساعة التاسعة في جميع اللجان علي مستوي المحافظات التسع التي أجريت بها الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية علي أن تتم المعاودة غدا "الخميس" لاستمرار عملية التصويت خاصة أن الجولة تتم علي يومين وذلك علي أن يتم صباح غد الخميس فتح أبواب الاقتراع للناخبين من جديد . يذكر أن الدائرة الرابعة بمحافظة الجيزة تضم كلا من "الهرم و 6 أكتوبر والشيخ زايد والواحات البحرية" ويتنافس عليها 111 مرشحا فرديا في مقدمتهم الوزير السابق محمد عبد المنعم الصاوي وأيضا تتبع الدائرة الثانية قوائم والتي تشمل "إمبابة والدقي والعجوزة والهرم والوراق ومنشأة القناطر وأوسيم وكرداسة و 6 أكتوبر والشيخ زايد والواحات البحرية". ويأتي علي قوائم الأحزاب كل من نادر السيد كابتن النادي الأهلي علي قائمة حزب الوسط وأيضا اللواء سفير نور علي قائمة حزب الوفد وكمال أبو عطية النائب العمالي البارز علي قائمة التحالف الديمقراطي".