أكد خبراء الاقتصاد أن مؤتمر اليورومني يفتقد حضور المستثمر الأجنبي للعام الثاني على التوالي، فضلا عن فشله جذب الاستثمار الأجنبي. وأرجع الخبراء أسباب غياب المستثمر الأجنبي عن المؤتمر هذا العام إلى عدم وجود قانون واضح وفعال للاستثمار. يذكر أن الأسبوع الماضي شهد انعقاد مؤتمر "يورومني مصر 2016"، وحضره عدد من الوزراء وكبار المسئولين في الحكومة المصرية، وتحدثوا عن مستقبل مصر الاقتصادي. قال رشاد عبده الخبير الاقتصادي، إن قياس نجاح المؤتمر يحدد بنتائجه، متسائلاً: "ماذا حقق هذا المؤتمر على مدار العشرين دورة سابقة؟". وأشار عبده إلى أن المؤتمر هذا العام احتفالي جيد ولكن نسبة المستثمرين الأجانب به لا تزيد على 10%. وهاجم كلمة المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، عن تعويم الجنيه، قائلا: "المفروض لا ميتكلمش خارج تخصصه وفكرة تعويم الجنيه اللي قالها هتتسبب فى رفع سعر الدولار والناس تخزنه وترجع تبيعه بسعر أغلى". واستنكر الخبير الاقتصادي غياب دور وزارة الاستثمار بشكل ملحوظ، والبنك المركزي الذي كان يتوجب عليه أن يخرج بتصريحات تطمئن المستثمر الأجنبي وتشجعه على الاستثمار بمصر، قائلا: "المؤتمر فشل فى الترويج للاستثمار الجيد في مصر ويقنع المستثمر الأجنبي للمجئ وضخ استثماراته في البلد". واتفق معه في الرأي مدحت نافع الخبير الاقتصادى وأستاذ التمويل بالأكاديمية العربية للعلوم البحرية، فأوضح أن مؤتمر اليورومني فاشل بامتياز، لأن المنتج الذي قدمه المسئولون بالمؤتمر غير مُجدي بالهدف المطلوب. ورفض نافع حديث وزير التجارة والصناعة حول تعويم الجنيه لأن المسئول عن الحديث عن السيادة النقدية لم يكن بالمؤتمر وتلك التصريحات لن تأتي بعائد إيجابي. وأرجع نافع أسباب ضعف وجود المستثمرين الأجانب بالمؤتمر إلى ضعف الترويج للمؤتمر ومشاركة الهزلية من جانب الحكومة خاصة رئيس الوزراء ووزارة الاستثمار، بجانب عدم الاهتمام بتناول أهم الموضوعات الخاصة بالمستثمر الاجنبي والتي كان يجب حسمها بالمؤتمر مثل أزمتي العملة الصعبة والدولار وسعره بالسوق السوداء والرسمي. وقال صلاح الدين فهمي الخبير الاقتصادي، إن مؤتمر اليورومني باعتباره مؤتمر سنوي تم التجهيز له بشكل جيد وكان برعاية وزير المالية وحضره عدد من المسئولين، لافتا إلى أنه لا يستطيع تقييم المؤتمر الآن وهل حقق أهدافه أم لا بسبب أن مؤتمر تناول حال الاقتصاد في المستقبل. واستنكر فهمي رد فعل الجميع حول غياب المستثمرين الأجانب لأنه أمر بات متوقعا بسبب عدم وجود قانون يحكم الاستثمار. وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الهدف من المؤتمر تحفيز الاستثمارات الأجنبية، لكن لا يوجد شئ من العام الماضي وحتى الآن فالبلد تعاني من غياب الدولار والاستثمارات والسياحة.
