رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإقبال الكثيف الذي شهده أول أيام الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية دليل جديد على قرب المصريين من التحول للديمقراطية المنشودة، حيث شعر كل مصري أن صوته مهم ويستطيع أن يساهم في تشكيل سياسة البلاد، وأن إرادته هي الأقوى دائما، مشيرة إلى أن فرص الإسلاميين تتضاعف في الحصول على مكاسب جديدة في البرلمان، في المقابل تختفي أي فرص لليبراليين لتعويض خسائر المرحلة الأولى. وقالت الصحيفة إن المصريين أقبلوا بكثافة على التصويت مجددا أمس الأربعاء في أول أيام الجولة الثانية من الانتخابات مع ثقة كاملة في الانتقال إلى الديمقراطية، وسط إشارات إلى أن المجلس العسكري الحاكم يتراجع عن جهوده لتوسيع نطاق سلطته. وأضافت أن الناخبين في الجولة الثانية أعربوا عن ثقتهم بأن أصواتهم سوف تساهم في تعزيز سلطة البرلمان حتى يستطيع الوقوف في وجه الجيش الذي يسعى لزيادة سلطته في البلاد، وانقسم الناخبون بين مؤيد للإخوان المسلمين، وحزب النور الذي يمثل السلفيين. ونقلت الصحيفة عن جمال عبد الوهاب ( 31 عاما)أحد الذين يدلون بصوتهم قوله: "أعرف أن صوتي مهم، والدليل هو المرحلة الأولى من الانتخابات.. نحن نقول هنا إرادة الشعب .. وإرادة الشعب يمكن أن تصمد أمام أي مؤسسة بما في ذلك المجلس العسكري ... لا يمكن لمؤسسة سحق إرادة الشعب". ويرى العديد من الناخبين والمحللين أن التصويت الناجح يشكل تحديا هائلا لقوة العسكري، ولفتت الصحيفة إلى أن فرص الليبراليين في الجولة الثانية من الانتخابات تتضاءل بشدة، ومع الانتقال إلى التصويت في المناطق الريفية حيث نفوذ المتدينين أقوى، يواجه الإسلاميون منافسة شرسة من أعضاء الحزب الحاكم السابق الذين يتمتعون بنفوذ قوي في المناطق الريفية.