يتوجه الرئيس الأميركى باراك أوباما اليوم الأربعاء إلى قاعدة فورت براج الأميركية جنوب شرق الولاياتالمتحدة لتكريم الجنود الذين قاتلوا في العراق، قبل أقل من أسبوعين من الموعد المقرر لاستكمال الانسحاب من هذا البلد. وقال مسؤولون ان اوباما سيكرم تضحيات الجيش وسيسعى الى دفع الاميركيين باتجاه مستقبل لا تخيم عيه الحروب الخارجية، وسيحثهم على الانضمام الى جهود اعادة بناء اقتصاد البلاد الذي يعاني من الركود. وقال اوباما، الذي جاء الى السلطة على اجندة معارضة للحرب في العراق، في مقابلة مع محطة تلفزيونية في فيرجينيا الثلاثاء انه سيعرب عن فخره الكبير بالرجال والنساء" الذين قدموا "لملايين العراقيين فرصة العيش في حرية. وسيتوجه اوباما الى فورت براج في نورث كارولاينا قبل ايام من الانسحاب النهائي لجميع القوات الاميركية من العراق بعد نحو تسع سنوات من الحرب اسفرت عن مقتل نحو 4500 اميركي وعشرات الاف العراقيين وكلفت اكثر من ترليون دولار. وفورت براغ هي مركز لوحدات عسكرية من بينها عناصر الفرقة 82 المجوقلة التي انتشر عناصرها مرات عدة في العراق بعد ان امر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بغزو العراق في العام 2003 للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال احد كبار مساعدي اوباما أمس الثلاثاء "هذا هو جوهر الالتزام الذي قطعه اوباما للبلاد وهو انه سينهي هذه الحرب - وقد انتهت هذه الحرب. واضاف "سترون بعض الصور القوية في الاسابيع المقبلة للقوات وهي تغادر (العراق). هذه لحظة مهمة جدا في تاريخ هذا البلد. وبدأ اوباما عدة ايام من الاستعدادات للانسحاب من العراق باستقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الابيض الاثنين الماضي، حيث وعد باستمرار العلاقات بين بلاده والعراق. الا ان مخاوف تدور بان العراق، ورغم سنوات من تدريب القوات الاميركية للقوات العراقية، لا يزال يفتقر الى القدرة على الدفاع عن حدوده، ويمكن ان يتاثر بايران، عدوة واشنطن. كما يخشى عدد من المراقبين الاميركيين من عودة اعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق، ويشعرون ان المالكي، وهو شيعي، يرسخ اقدامه في السلطة على حساب الاقليات الاخرى في العراق. الا ان التركيز اليوم الاربعاء سينصب على انهاء الحرب التي تخوضها واشنطن. وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما ان "الرئيس يتطلع الى تقديم الشكر للقوات، حيث سيشكر من خدموا، وسيتحدث عن معنى التضحيات التي قدمها الاميركيون الان، مع انتهاء الحرب في العراق. واضاف "نحن نعيش في عالم سريع التغير .. وقبل وقت ليس بالطويل كان العراق هو الموضوع الاهم بالنسبة للولايات المتحدة. وسيكون لزيارة اوباما كذلك بعد سياسي، حيث ان نورث كارولاينا هي الولاية التي فاز فيها في انتخابات 2008، ويامل في الفوز بولاية ثانية في العام 2012. وعندما تولى اوباما السلطة، كان اكثر من 150 الف جندي اميركي ينتشرون في العراق، ولكن الالاف القليلة التي لا تزال باقية ستغادر هذا الشهر بعد فشل اتفاق الطرفين على تمديد مهمة التدريب الاميركية بعد خلاف على منح الحصانة للمدربين الاميركيين. الا ان الفرح الذي كان يتوقع ان يحيط بانتهاء هذه الحرب الحاسمة والمكلفة، خيم عليه شعور الشعب الاميركي بالارهاق وتورط الولاياتالمتحدة في حرب اطول هي الحرب في افغانستان. وسيذكر اوباما الاميركيين بان عليهم واجب رعاية الجنود الجرحى الذين سيشكلون عبئا على مالية الحكومة ومواردها الطبية لعقود مقبلة. واطلقت الادارة الاميركية العديد من البرامج لمساعدة الجنود الذين سيخرجون من الخدمة العسكرية ويدخلون الحياة المدنية، الا ان بطالة المحاربين السابقين خلال العقد الماضي ظلت عند نسبة 11,1%. وبعين على اعادة انتخابة لولاية ثانية في وقت تعاني فيه البلاد من مصاعب اقتصادية وارتفاع في نسبة البطالة، فان اوباما سيؤكد على ان الطاقة التي بذلتها البلاد في خوض حروب خارجية، يجب ان تتحول الان الى معالجة مشاكل البلاد. وقال مسؤول بارز ان "العديد من الناس تساءلوا ان كان الانسحاب سيحدث فعلا -- وما اذا كانت هذه الحرب ستستمر الى الابد. واضاف "واحدى النقاط التي سنواصل التركيز عليها هي اننا ننهي الحرب في العراق، وسنبدأ في خفض عديد القوات في افغانستان -- واصبح اكثر اهمية من اي وقت مضى ان نركز على اعادة بناء البلاد. وتابع "يجب ان نركز بشكل كبير على الوضع الاقتصادي هنا.