نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تفاصيل الحوار الذي دار بين الدكتور علاء الأسوانى، الكاتب والروائى، و"روبرت فيسك" الكاتب الصحفى العالمي. والذي اتهم فيه الأسواني اللواء منصور عيسوى وزير الداخلية السابق بالكذب في قضية قتل الثوار مؤكدا أن البلطجية الذين ظهروا بالميدان يتلقون الأوامر من أجهزة الأمن المصرية. وأكد الأسوانى أن الأوضاع السياسية في مصر تكشف عن اتفاق خفي بين الإخوان المسلمين والجيش على اختراع الأزمات بعد 10 أشهر على الثورة، وعلى ضرورة أن تُمارس الضغوط على الشعب لكى يكره الثورة، ثم جاءت أحداث 19 نوفمبر ليعود الشعب مرة أخرى إلى الشارع للدفاع عن الثورة مجدداً. وقال الأسوانى إن عيسوى، الذى قال سبع مرات إنه لا يوجد قناصة فى وزارة الداخلية، قبل أن تكشف التقارير أن هناك قسما كاملا للقناصة بالوزارة، وأن قناصاً واحداً على الأقل يجب أن يكون مرافقا لكل وحدة من قوات الامن، وهو ما يعنى أن هذا الوزير يكذب أو أنه لا يعرف أى شىء عن وزارته. وأضاف الأسوانى أن قسما كاملا بأمن الدولة فى مصر يعمل بكامل قوته لقمع البلاد، وتتسلل المخدرات إلى ميدان التحرير، كما أن اختفاء البلطجية فجأة عندما بدأت الانتخابات، أمر بديهي لأنهم يتلقون التعليمات من أجهزة الأمن التابعة للسلطة، فيختفون أثناء الانتخابات، ويعودون الآن. وأعرب الأسواني عن اعتقاده بأن المجلس العسكرى الآن يحاول إيجاد مصدر آخر للشرعية، فالثورة هى سبب وجوده فى الحكم بعد أن تنحى مبارك وفوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بمهامه وهو أمر غير دستورى، ولا يبدو منطقيا، فلم يعد مبارك فى منصبه، ولا يوجد فى دستور 1972 أى ذكر لمجلس عسكرى. وأضاف الأسوانى أنه ليس سياسيا وأنه لن يتولى أى منصب حكومى، بل هو كاتب وسيظل كاتباً. ويضيف: "عندما ذهبت إلى التحرير، طلبوا منى أن أدلى بخطاب، لكن فى أغلب الأوقات أفضل أن أكون مع الناس فقط". من جانبه وصف فيسك الأسوانى بأنه رجل متواضع، قائلاً عنه إنه أستاذ فى فن البقاء على هامش الثورة بينما هو معلقها وفى بعض الأحيان محرضا عليها.