أكدت صحيفة (اسرائيل هايوم) الإسرائيلية في مقال نشرته اليوم للكاتب "دانيال بابيس" أن المجلس العسكرى الحاكم في مصر يستخدم الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بشكل عام كفزاعة للغرب لكسب التأييد العالمي وهو نفس النهج الذي سبق إليه كل من الرئيس الراحل أنور السادات والمخلوع محمد حسنى مبارك. وتساءلت الصحيفة: "هل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية فى مصر واكتساح الاخوان المسلمين وفوز التيار الاسلامى عموما ب61% من الأصوات، يجعل مصر فى طريقها الى حكم إسلامى راديكالى ؟. وأوضح الكاتب أن لعبة الانتخابات فى مصر فى تطور سريع ومستمر مؤكدا أنها مازالت "لعبة"، وأن الجميع يعرف أن انور السادات ومن بعده حسنى مبارك والآن طنطاوى جميعهم يلعبون على التهديد الاسلامى لكسب التأييد الغربى لهم. وضرب مثالا على ذلك قائلا: "عندما ضغط جورج بوش على مبارك للسماح بمشاركة سياسية أوسع أجابه مبارك بانتخابات فاز فيها الاخوان المسلمين ب 88 مقعدا فى البرلمان من الجولة الأولى، موجها رسالته إلى واشنطن بأن الديمقراطية تعنى سيطرة الاخوان المسلمين. وأكد بابيس أن اللعبة التى لعبها مبارك سابقا مازال يلعبها المجلس العسكرى حاليا، بالرغم من أن الجيش يدعم الاخوان والسلفيين داخليا فى مقابل التعاون المشترك بينهم. وأضاف الكاتب أن المنطق بات واضحا حيث إن المجلس العسكرى يستوعب الاخوان من جهة ويستخدم كفزاعة للغرب من جهة أخرى. ويقول دانيال إنها لعبة مألوفة لعبها من قبل الرئيس اليمنى ورئيس السلطة الفلسطينية حيث يوهمون الغرب بأنهم يكرهون الحكم الاسلامى ويدعمونه فى الداخل كى يستطيعوا السيدات والسيطرة على البلاد والمحافظة على قوتها، كما يدعى الطغاة أمثال بشار الاسد والراحل معمر القذافى ان بلادهم تتراجع الى الحركات الاسلامية المتشددة الا انهم كانوا يتعاونون معا بمنتهى الود الدبلوماسي. ولفت الكاتب الى أن فوز الاخوان فى الجولة الاولى يمكنهم من صياغة دستور قائم على الشريعة الاسلامية الا ان المجلس العسكرى لازال بامكانه اللعب فى نتائج الجولات القادمة والسطرة عليها. وبالرغم من أن الغرب يؤيد الديمقراطية مبدئيا القائمة على اساس دولة مدنية لكنه بامكانه منع المساعدات الاقتصادية عن مصر اذا سيطر الاسلاميين، وإن كان الجيش لن يسمح بأية تحركات ضد مصر وهذا يشمل المسلمين والعلمانيين والاقباط والليبراليين، وفقا للصحيفة. واختتم الكاتب مقالته بضرورة أن تتعامل اسرائيل مع الاخوان المسلمين والسلفيين على قدم المساواة فى قائمة الاعداء الخطرة، وان لا تقع فى فخ التفرقة بين المتطرفين والاكثر تطرفا على حد تعبيره .