قال الكاتب الإسرائيلي د.إسحق رونين إن إدارة جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق عملت على تثبيت حكم مبارك وإقصاء الاسلاميين، إدراكا منهم بأن الديمقراطية ستأتي بالإسلاميين، ففضل بوش إقصاء الديمقراطية عن المنطقة، وهو الدرس الذي لم يفهمه باراك أوباما الذي وقف مدافعا عن الديمقراطية وطالب حسني مبارك بالتنحى فظهر الاسلاميون على سطح الحياة السياسية. وأضاف رونين في مقاله الذي نشرته صحيفة "إسرائيل هايوم" أن سياسة الولاياتالمتحدة تكمن فى البحث عن المؤسسات والحركات الديمقراطية فى العالم كله وتقديم العون لها لإنهاء الديكتاتورية والاستبداد من عالمنا، وذلك ما أعلنه الرئيس السابق جورج بوش فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية، وهو ما تلاشاه في سياسته بالمنطقة العربية بعد أن لقنه الإسلاميون درسا فهمه جيدا، وهو أن القاعدة الشعبية باتت تؤيدهم. وأشار الكاتب إلى أن تدعيم واشنطن الديمقراطية فى الشرق الأوسط، كان للمطالبة بإفساح المجال لليبراليين بدخول معترك السياسة، فحاولت كوندليزا رايس إقناع مبارك بالاصلاح والمزيد من الديمقراطية وحرية التعبير والصحافة والسماح لأيمن نور بالترشح للرئاسة لكن مبارك ادعى أن هذا شأن داخلى ورفض أى تدخل فيه من أى جانب. وأخيرا سمح النظام المصرى فى عام 2005 لأيمن نور بالترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن الديمقراطية بشكل عام اثارت قلق المسئولين الأمنيين فى مصر من تعاظم شأن التيارات الاسلامية والذى قد يؤدى فى نهاية المطاف الى مزيد من العمليات الارهابية ضد اسرائيل والإضرار بمصالح الغرب فى المنطقة. وقال الكاتب إن نتائج الانتخابات البرلمانية فى هذا العام2005 أدت الى زيادة عدد مقاعد الاخوان المسلمين فى البرلمان، لكن هذه الخطوة أخافت بوش لأن طريق الديمقراطية الذى كان يسعى اليه سوف يؤدى الى سيطرة الاسلاميين وبشكل ديمقراطى . ويؤكد الكاتب أن هذه النتائج أدت الى ثورة فى مفاهيم الادارة الأمريكية فبدلا من ان تسعى الى تعزيز الديمقراطية صارت تسعى لإرثاء قواعد حكم مبارك واقصاء الاسلاميين لضمان مصالحها فى الشرق. لكن أوباما لم يسر على نهج بوش فبدل من أن يتعلم الدرس صار يطالب مبارك بالتنحى بعد اندلاع الثورة فى مصر. ويشير الكاتب الى أنه بعد الفوز الشرعى للاخوان المسلمين فى الجولة الأولى للانتخابات قد يتمكن التيار الاسلامى من فرض أيدلوجياته حتى لو كان فرضا جزئيا.