أكد د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الطغيان والتفريق بين أهل الوطن الواحد هي سياسة فرعونية. وقال القرضاوي: "إن الطغاة والظالمين يعيشون على الخوف والجبن من شعوبهم، ولذلك السبب كنت أنصح الشرطة التونسية ألا تقتل المدنيين والمتظاهرين احتكاما لأوامر النظام البائد". وانتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ثقافة الشعوب العربية التي تمتثل للمثل الشعبي "أنا عبد المأمور"، مؤكدا أن هذه ثقافة مضللة وسوف يحاسب كل من يعتمد عليها. وطالب المسلمين والشعوب العربية ألا يستسلموا للطاغة والظالمين، مبديا دهشته ممن يرضخ لإنسان مثله ويطيعه حتى يصل لحد عبادته فيستخف الطغاة بشعوبهم ويكونون مثالا للقول المأثور عن المصريين "يا فرعون إيش فرعنك.. قال ما لقيتش حد يلمني". وتابع: "إن الحاكم الظالم هو إفراز لضلال المجتمع، كما أن المجتمع هو إفراز لضلال الحاكم الظالم" مشيرا إلى أن بينهم حالة تداخل، وكل منهم مؤثر على وجود الآخر، وقد أوجب الإسلام على المسلمين التصدي للظالمين مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما.. فقال الصحابة ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما يا رسول الله.. قال أن تصدوه عن ظلمه". وشدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على انتقام الله سبحانه وتعالى من الظالمين والطغاة، مشيرا إلى أن الله يمهلهم ويستدرجهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وحينما يأتي عذاب الله للطاغية لن ينفعه ماله ولا ظلمه ولاتكبره في الأرض بما علا على الناس واستخفافه إياهم، مصداقا لقوله تعالى "واخذناهم اخذ عزيز مقتدر". وخلال الحلقة أشاد الشيخ القرضاوي أيضا بقرار مجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف بتجميد الجوار والعلاقات مع الفاتيكان، احتجاجا على الإساءة المستمرة من بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر. وقال القرضاوي خلال حديثه، اليوم الأحد، لبرنامج الشريعة والحياة على فضائية " الجزيرة" أن الأزهر قال كلمته حينما قرر تجميد العلاقات مع الفاتيكان، مضيفا "كنا ننتظر هذا القرار بعد الإساءة المستمرة من بابا الفاتيكان إلى الاسلام ونبيه والشريعة الإسلامية". ولفت إلى أن باب الفاتيكان دائما ما يروج إلى أن الاسلام انتشر بالسيف وأن النبي لم يأت بجديد وأن القران لا يخاطب العقول. واستنكر الشيخ القرضاوي ما يقوله البابا متسائلا: "كيف يقول هذا وقد كانت معظم آيات القران تدل على التدبر والتفقه"، مشيرا إلى أن آيات القرآن تدل كلها على الحكمة والتدبر ومخاطبة العقول. وأوضح القرضاوي أن الأزهر انتظر كثيرا حتى يصحح الفاتيكان وجهة نظره لكنه استكبر وصمم بابا الفاتيكان على تصريحاته المستفزة هذه، بل ذهب إلى أبعد من هذا حينما حرض المسيحيين في الشرق الاوسط على الفتنة وطلب الحماية الأجنبية لهم مما يعد تدخلا في شئون الدول والشعوب دون وجه حق، لافتا إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد اتخذ قرارا بمقاطعة الفاتيكان أيضا منذ بداية أحاديث البابا التي يتعمد فيها الإساءة للإسلام.