شهد الشارع الدمياطي حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني حيث انتهز البلطجية الغياب والتراخي الذي أصيب به رجال الشرطة واعتبروه فرصة لبسط سيطرتهم ونفوذهم على المواطنين . وسيطرت حالة من الرعب والخوف على أبناء المحافظة، بعد انتشار حوادث السرقة والقتل بشكل ملحوظ في جميع مدن وقرى المحافظة التي تعيش الآن أسوأ أيامها منذ اندلاع الثورة، ورغم انتشار ضباط الشرطة إلا أنهم أصبحوا "خيال مآتة" يرفضون التدخل لفض المشاجرات بين البلطجية والأهالي . البلاغات التي قدمت إلى أقسام الشرطة كشفت عن تحول سرقة السيارات إلى ظاهرة السيطرة عليها دربا من دروب الخيال، فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وقع ما يقرب من 200 حادث سرقة سيارة عن طريق العصابات التي تنتشر في الشوارع خاصة الطريق الدولي، وخطفت عصابة علاء الجمل أكثر من ثلاثة تجار أسماك وحصلوا علي فدية حوالي 3 ملايين جنيه، وتلجأ إحدى العصابات الشهيرة باسم ملكة وعلاء الجمل إلى سرقة السيارات والدراجات البخارية في عز النهار وقتل أصحابها . وانتشر الثأر ففي مدينة ميت أبو غالب وقرية الزهراء بكفر سعد، أصيب أكثر من 70 شخصا وتوفي 4 آخرون، ورفض أهالي المجني عليهم العزاء إلا بعد قتل أحد أفراد عائلة القاتل . وفي مدينة فارسكور ضرب مجموعة من بلطجية " الباشا " 10 أشخاص بالسنج من قرية ميت الشيوخ داخل حرم المحكمة ولم يتركوهم إلا وسط بركة من الدماء وفروا هاربين . واستغل عدد من البلطجية والعاطلين في مركز دمياط غياب الرقابة الأمنية واستولوا على منطقة الشهابية وسوق 6 أكتوبر، وأقاموا بها أسواق ملابس دون تصريح مما ازعج المارة، وأصبح الباعة الجائلون يتبادلون أفظع السباب والشتائم للتنافس على احتلال الأماكن لإقامة الأكشاك أو فرض بضائعهم ويشهرون الأسلحة البيضاء والنارية في وجه كل من يحاول التحدث معهم لفتح الطريق للمارة.