قالت مصادر أمريكية مطلعة، إن استمرار دعم باكستان لجماعات متشددة تعادي الولاياتالمتحدة، يقلص بشكل كبير من أهمية إسلام أباد الاستراتجية كحليف لواشنطن، خاصة مع توطيد الأواصر العسكرية والاقتصادية بين الولاياتالمتحدةوالهند. وقلصت الولاياتالمتحدة الدعم العسكري والاقتصادي لباكستان بشكل حاد في السنوات الأخيرة، على نحو يعكس خيبة الأمل المتزايدة بين المسؤولين في كلا البلدين، بشأن الدعم الباكستاني لحركة طالبان في أفغانستان المجاورة. ويقول مسؤولون ومحللون أميركيون إن مشاعر خيبة الأمل هذه ألقت بظلالها على العلاقات الأميركية الباكستانية لأكثر من عقد، لكنه زاد في الفترة الأخيرة مع تقدم تنظيم داعش في مناطق من أفغانستان، كانت الولاياتالمتحدة وقوات متحالفة معها قد ساعدت في تأمينها. من جانبه قال مايكل كوجلمان، خبير شؤون جنوب آسيا، في مركز وودرو ويلسون البحثي في واشنطن: "نشهد تغييرًا حاسمًا جدًا وحادًا جدًا في إعادة توجيه دفة السياسة الأميركية في جنوب آسيا بعيدًا عن أفغانستانوباكستان ونحو الهند". وقال مسؤولون أميركيون إن الإحباط الأميركي القائم منذ فترة نتيجة رفض باكستان الكف عن دعم طالبان، وبخاصة داخل الدوائر العسكرية والمخابراتية، يطغى الآن على رغبة الرئيس باراك أوباما في تفادي التدخل العسكري مجددًا في أفغانستان، وكذلك على المخاوف من أن تستفيد الصين من تدهور العلاقات بين واشنطنوإسلام أباد. وأعلن أوباما الشهر الماضي أنه سيبقي عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان على 8400 جندي حتى نهاية فترة ولايته مؤجلًا خططًا لتقليص العدد بواقع النصف بحلول نهاية العام. ومن المتوقع وفقًا لبيانات حكومية، أن يقل حجم المعونة المدنية والعسكرية الأميركية لباكستان، التي كانت يومًا ثالث أكبر متلق للمساعدات الأميركية ( مليار دولار في 2016 مقارنة بأكثر من 3.5 مليار دولار في 2011). ولم تخصص الولاياتالمتحدة أقل من مليار دولار لباكستان منذ 2007 على الأقل.