(قبل أن تقرأ: لا تصدقوا ساسة مصر.. فكلهم كمال الجنزورى يعطونكم من طرف اللسان حلاوة... والباقى انتم تعرفونه!!) «الجيش والشعب ايد واحده» شعار عبقرى نحته «التحريريون».. وأسقطه الشهداء والمصابون ووظفه ال«عباسيون» (...) والخاسر الاعظم فيه هو العسكر.. فالمشير الذى كان «أيقونة» ثورية.. استدار بسرعة واختار الذهاب الى العباسية!! (حاجة تجنن فعلا) لقد أدرك منذ البداية أن من الأسهل عليه - او من المقبول له - أن يدير البلاد فلا يراجعه احد, فتلك من دواعى هيبته, أما بقاؤه منحازا للتحرير, فهذا معناه ان يسير وفقا لأبجديات الثورة ومخططات الثوار.. وهكذا يكون تابعا لهم.. وهذا يفسر الذهاب - السريع - الى العباسية بامتطاء «باص» الإخوان والسلفيين الذين تلاقت أكاذيبهم فى البداية مع أهواء العسكر.. فرعوننا الجديد.. الذى كان سهلا ترويضه لصالح أطماعهم السياسية والدينية.. وبتنازلهم لهم عن مقعد القيادة «مؤقتا» ارتاحوا وركبوا و«دلدلوا» رجليهم.. وملعون ابو التحرير.. وهكذا قادوا الركاب حتى اكتشفوا الكارثة فجأة وأنهم ذاهبون الى طريق مقطوع وحارة سد.. وأيقنوا أن المرحلة الاولى – من مسيرة الباص الديمقراطى !!- تقود مصر كلها الى الخانكة. مصيبة هؤلاء القوم انهم لم يكتشفوا من يحبهم ويحترمهم حقا ومن يفعل ذلك رياء ونفاقا, كثير من ال«عباسيين» صادقون فى دفاعهم عن الاستقرار وفى خوفهم من الفوضى اذا تخلى العسكرى عن السلطة.. لكن العسكر وآلتهم الاعلامية لم يكونوا منصفين حتى مع انفسهم.. فبعد ان كان الكل ايد واحدة معهم اصبح من فى العباسيه وحدهم معهم.. وهؤلاء مقاييسهم لن تناسب العسكرى على الدوام.. فهؤلاء قوم احتفاليون.. يرفعون اللافتات والاعلام ويتحدثون عن الاستقرار والرخاء ولا يعرفون ان مايرونه الآن هو ثمرة بقاء الحال على ما هو عليه 40 عاما تقريبا.. من: تزوير وسرقة وفساد وسوء ادارة وغياب للعدالة وتكافؤ الفرص الخ.. وهؤلاء لأنهم استطاعوا التكيف فى السابق مع عصر مبارك (حيث مقولته الشهيرة محدش بيعيش من مرتبه» طيب كانوا بيعملوا ايه قولوا لنا انتم!!) فإنهم لا يفرق معاهم تولية الجنزورى او شرف او شفيق.. لكن يفرق معاهم تولية البرادعى. ننتمى للتحرير.. وأهلنا الذين فى العباسية.. والملايين الداعين لمصر فى الحسين..الكل يحبون مصر لكن المشكلة ليست فقط مسألة وعى وتحضر.. وإنما لها علاقة بالاهتمامات العامة.. فكثير من أبناء شعبنا لا يزالون يخافون من المستقبل رغم انهم صنعوه بأيديهم فى 25 يناير ويريدون دائما ال«مخلص» - القائد الملهم - الذى يفكر نيابة عنهم.. وهذه المرة رأوه فى «النور» و«الاخوان».. (والبعض فى العباسية تحلقوا حول لاعق ايدى» «موافى»!!) والذين أفزعنا - أنت وأنا والقوى السياسية الطامحة للدولة المدنية التى ترقى بالدين وتسمو به بعيدا عن ألاعيب وأضاليل السياسة وقذارتها – نتائجهم التى تخيف الآن المجلس العسكرى.. خاصة أنه بعد مزاعم اللواء شاهين عن أن العسكرى هو الذى يشكل الحكومة بصرف النظر عمن هو صاحب الاغلبية البرلمانية خرج له قطب برلمانى اخوانى معترضا على ذلك تماما مؤكدا ان الاغلبية هى التى يحق لها تشكيل الحكومة.. كما ان الاخوان لن يكونوا -كما اعلنوا - طيعين فيما يتعلق بمسألة وضع العسكر الحامى للديمقراطية.. وهو الامر الذى كان يلقى شبه تأييد من القوى المدنية.. فى مواجهة المخاوف من الدولة الدينية. الآن المجلس العسكرى هو الذى يعض بنان الندم على مافعله ب«التحرير و«التحريريين» لصالح الظلاميين والاحتفاليين وفلول النظام الوثنى القديم.. الآن هو الذى سيحتاج الى الثورة على هذا النظام الجديد الذى صنعته اخطاؤه وسوء اختياراته, وهو الذى سيحتاج الى الثورة على النور والإخوان.. وهو الذى سيكتشف بنفسه اخطاءه.. وفداحة نتائج الانتخابات التى مازال مصدوما بها حتى الان, ولم يجرؤ على اعلان رد فعل واحد عنها حتى لحظة كتابة هذه السطور عصر السبت3 ديسمبر.. هو الذى سيعرف فداحة ما اقدم عليه عندما قام فى صباح اليوم التالى لخلع مبارك بمصافحة الثوار قائلا لهم: SHAKE HAND «يلا بقى روحوا» وجاء بكارثتيه البشرى(!!!) وصبحى صالح.. وسلم القط مفاتيح الكرار.. وتصور ان ركوبه باص الإخوان سيجعله يصل الى المحطة التى يريد الوصول اليها مجانا.. وأنه وضع كل ركاب الباص فى جيبه.. وهم بذكائهم ساعدوه على معايشة الوهم.. حتى جاءت اللحظة الموعودة !! - نزل العسكر الى بئر سحيقة لا قرار لها, إلا بالعودة هم انفسهم الى «الميدان»..ليس للثوره مع الشعب على مبارك, وإنما للانقلاب على السلفيين والإخوان.. العسكر الآن هم الذين بحاجة ماسة الى يناير (وهو قادم على عجالة!!) وإلى التحرير (وهو قائم لا محالة).. وهم الذين سيطلبون من الثوار هذه المرة ان يكونوا معهم ايد واحدة!! (بعد أن قرأت : تحية من القلب لأبطال ثورة 25 يناير المجيدة.. ثوارا وشهداء ومصابين.. واللعنة على كل من أعاق تحقيق أحلام شعبنا العظيم).