تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية عما اذا كان الغرب قد بدأ بالفعل حربا سرية غير تقليدية ضد ايران. وقالت الصحيفة إن الانفجارات الغامضة التى هزت العديد من المواقع العسكرية الايرانية مؤخرا، وآخرها موقع للصواريخ بعيدة المدى، أثارت العديد من علامات الاستفهام. ففى الوقت الذى تؤكد فيه ايران ان هذه الانفجارات مجرد حوادث عادية، تتزايد فيه الشكوك سواء فى داخل ايران او خارجها حول اسباب هذه الانفجارات وما اذا كانت هناك عمليات تخريب متعمدة من جانب قوى خارجية ام لا. واشارت الصحيفة الى ان العديد من المحللين والخبراء يعتقدون ان الانفجارات ليست حوادث عادية، فقد قال "باتريك كلاوسن" مدير الملف الامنى الايرانى فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى فى مقابلة مع صحيفة "لوس انجلوس تايمز"، إن الامر يبدو كأنه شكل من حروب القرن ال 21 او بالأحرى حروب الانترنت. واضاف ان الغرب قد يكون لجأ الى هذه الطريقة التى تقوم على تنفيذ حملة من الاغتيالات لرموز وخبراء إيرانيين وعمليات تخريب لمنشآت، لتحقيق الهدف وهو منع ايران من انتاج اسلحة نووية، وذلك بدلا من التورط فى حرب تقليدية علنية. وقالت صحيفة "كريستيان ساينس موتيتور" إن وكالة المخابرات الامريكية المركزية تعتبر ان منع ايران من انتاج السلاح النووى احد اهم أهدافها الاستراتيجية. واذا كانت اسرائيل وامريكا لم تعلقا على الانفجارات الايرانية الاخيرة، فإن ذلك لا يعنى غياب اجهزة المخابرات فى البلدين عن المشهد . ونقلت الصحيفة عن مسئولين سابقين فى وكالة المخابرات الامريكية المركزية ان البرنامج النووى الايرانى تم تعطيله كثيرا عبر العديد من الوسائل والطرق طوال السنوات الماضية. كما اكد هؤلاء المسئولون ان المخابرات الغربية متواجدة فى المشهد ولا يمكن ان تكون بعيدة عما يحدث فى ايران. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية عن مسئول اسرائيلى قوله إن الانفجار الاخير فى موقع الصواريخ القريب من العاصمة طهران ألحق أضرارا بالغة بالموقع وسيؤجل خطط الانتاج. وأشارت الصحيفة الى ما يتردد فى ايران حول ما قاله اللواء الإيراني الشهيد "حسن مقدم"، الذي قُتل في انفجار غامض ضرب قاعدة للحرس الثوري الشهر الماضي، فقد اوصى قبل موته بالكتابة على قبره عبارة: "هذا هو قبر واحد أراد إبادة إسرائيل". وجاء القرار الإيراني بنشر كلام "مقدم" قبل موته، بعد يوم واحد فقط من اقتحام مئات المتشددين الإيرانيين السفارة البريطانية في طهران. وقالت الصحيفة إن هذا النوع من العمليات السرية يمكن ان يمهد لهجوم كبير على ايران فى المستقبل، واضافت انه فى الوقت الذى تدرس فيه الولاياتالمتحدة مع شركائها الاوروبيين كافة السيناريوهات المتاحة للتعامل مع الملف الايرانى، لا تزال الاستفزازات الايرانية للغرب مستمرة.