يخرج غدا فى لندن أكثر من 2 مليون موظف وعامل فى مظاهرة حاشدة بسبب الإصلاحات التى أجرتها الحكومة على العاملين فى القطاعات الخدمية والتعديلات التى أجرتها الحكومة على المعاشات. تشارك فى المظاهرات 30 نقابة للعاملين بالخدمات العامة التى دعت للإضراب . من المتوقع مشاركة أكثر من مليونى شخص فى المظاهرة لأول مرة منذ 30 عاما فمنذ 1979 لم يحتشد متظاهرون بهذا العدد، ولأول مرة يدعو مديرو المدارس للإضراب منذ 114 عاما . أكدت صحيفة لوموند الفرنسية إغلاق عدد كبير من المدارس كما قرر عدد كبير من العاملين فى قطاع الجمارك لإيقاف العمل غدا مما يصيب المطارات بالفوضى . وأوضحت مارجريت بالمر الإخصائية النفسية للأطفال التى تعمل بعيادة لندن بأنها تشارك لأول مرة فى تظاهرات الغد وتنظمها لأن الحكومة تقتل الروح . واتهمت الحكومة بتخريب القطاع العام وبتحميل الشعب نتائج الأزمة الاقتصادية التى يجب أن يتحملها أصحاب البنوك . وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن التعديلات التى تتفاوض عليها الحكومة منذ 9 أشهر وتمثل تغييرا جذريا فى المرتبات والمعاشات وأعلنت مؤخراوأثارت الرأى العام تشمل مضاعفة الضرائب من 6 إلى 9% لأكثر من 50 % من الموظفين بناء على مرتباتهم والسنوات المتبقية للمعاش خاصة بالنسبة الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 65 سنة لترتفع لسن 65 عاما 2018 للجميع ثم إلى سن 66 عاما 2020 وتدريجيا لسن 68 عاما من الآن لثلاثين عاما قادمة . وأوضحت جين والسون زميلة مارجريت فى العيادة أن عليها دفع 100 يورو شهريا من راتبها حتى تتمكن من زيادة معاشها 100 يورو. وسخرت جين من التعديلات باعتبارها تضمن استمرار حياة الموظفين لما بعد المعاش بسنوات. أما العاملين فى القطاع الخاص الذين تعتمد معاشاتهم على صناديق المعاشات التقاعدية فهم يعانون بسبب الأزمات التى تتعرض لها الأسهم فى السوق المصرفية . وخفضت الحكومة البريطانية عدد العاملين بها واستغنت عن 150 ألف موظف من أصل 6 ملايين . وخفضت ميزانية العيادات العامة ومنها العيادة النفسية لرعايةالأطفال بنسبة 25%. وذكرت شبكة بى بى سى أن 62%من العاملين يدعمون المظاهرات بما يهدد بمظاهرة لم تشهدها لندن من قبل. ولم يحدد بعد المتظاهرون ما إذا ستتحول المظاهرة إلى اعتصام مفتوح أم سيكتفون بالتظاهر ؟
