أهرامات الجيزة، حين سماعك لأسمها يخطر بذهنك اعرق مكان أثرى فى التاريخ تبلغ حضارته 7ألاف سنة لوجود هرم خوفو وخفرع ومنقرع، وجسد تمثال ابو الهول على هيئة نصف أسد ونصف أنسان، ولكنك حال توجهك لمنطقة نزلة السمان لدخول بوابات الأهرامات تعتقد انك بداخل مكان أثرى يزوره ألاف من الأفواج السياحية ليس إلا ولكن ما خفى كان اعظم، فقد سمعنا عن عده حوادث شهيرة بتلك المنطقة وأخرها بيع اجزاء من احجار الهرم، وها نحن جئنا هنا بحادثة أشد خطورة ألا وهى بيع الوهم عن الحظ من خلال إلقاء السائحين للعملات الأجنبية ب "بئر الأمانيات" الذى بناه الملك خفرع داخل معبد الوادى. الملك خفرع لم يكن يعلم ان الزمن سيتغير مع دخول القرن العشرين وسيستخدم ذلك البئر للنصب على السائحين من مختلف بلدان العالم، عن طريق عمال هيئة الأثار المتواجدون للعمل بالقرب من المعبد، فبعدد من الكلمات باللغات الأجنبية المختلفة والتى تحتوى فحوها "ان إلقاء مبلغ من المال داخل البئر سوف يأتى لك بالحظ الوفير وتحقق كافة امنياتك"، تبدء عملية"السبوبة" على السائح ولك ان تتخيل المشهد بالكم الهائل من العملات المختلفة من دولار والين واليورو وغيرهما الكثير والكثير، لذلك أتضح لنا ان أهرامات الجيزة ليست للزيارة وركوب الجمال والخيل فقط بل يكمن فى أحضان أحجارها القديمة العديد من الخبايا والأسرار ولا يعلمها سوى العاملين هناك. "معبد الوادى" من التراث ...لسبوبة حين تدقيق النظر بعد الدخول من البوابات الرئيسية لأهرامات الجيزة تجد مدخل صغير لمعبد الملك خفرع والذى يأتى ضمن معابد الوادى والمعروف أنها ظهرت للمرة الأولى فى عهد الفرعون "سنفرو"،فتجد أفواج سياحية من كافة بلدان العالم العربية والأجنبية تأتى لزيارة الأهرامات ولكن اولاً يجب ان تتوجه نحو المعبد، ليبدء المرشد السياحى بوصف كامل عن جدران المعبد والمواد لجرانيت التى استخدمت فى إنشائه وظلت محتفظة برونقها. ويعد المعبد أكثر أبنية المجموعة الجنائزية الخاصة بالملك وكانت كافة الطقوس والصلوات الخاصة تقام بداخلة، وأخر ما حدث فى عهد الملك خفرع هو عملية غسل وتحنيط جثمانه. ومن هنا قامت "بوابة الوفد" بعمل جولة داخل معبد الملك خفرع للبحث داخل هذا المكان الأثرى عن "بئر الأمانيات" الذى سمعنا عن إلقاء العديد من الجنسيات الأجنبية لعملاتهم بداخله على اختلاف انواعها متمنيين الحظ وتحقيق أمانيهم، علاوة على الكشف أين تذهب تلك العملات بعد إلقاءها بحفرة ترابية مغطاة بأسياخ من حديد. "السبوبة" كانت الاجابة الوافية لكافة التساؤلات التي جالت بخاطرنا، فالمعبد كباقى الأماكن الأثرية يوجد عمال مسئولون عن العمل فيه كونهم تابعين لوزارة الأثار، ولكن ينطبق المثل الشعبي "حاميها حراميها" على الحالة، فالعمال هم أنفسهم ينتظرون قدوم الليل حتى يبدءو برفع تلك الأسياخ الحديدية وألتقاط العملات الاجنبية المتنوعة ، ليتجهوا بعد ذلك لأقرب مصارف العملة لفكها وتقسيم المبلغ مهما كانت قيمته على بعضهم البعض. الخرتية هي مهنة جديدة انتشرت منذ سنوات قلائل، في جميع المدن السياحية في مصر. وتطلق كلمة "خرتي" على كل من يعمل لدى "بازارات" الأنتيكات والتحف والعطور الشرقية والجلود، فمهمة "الخرتي" اصطياد السائحين، فرادى أو جماعات، من الشوارع والمناطق التي يتوافد عيها السائحين ، واقناعهم بشراء بضائع من البازار الذي يعمل هو لحسابه، وفي حال موافقة السائح وشرائه شيئاً من البازار، يصبح لهذا "الخرتي" الحق في مكافأتين ماليتين، واحدة من صاحب البازار الذي باع، وأخرى من السائح الذي اشترى. قال ص.م يعمل خرتى بمنطقة الأهرامات،كشف لمحررة الوفد أن الأفواج السياحية أثناء زيارتها لأهرامات الجيزة يتوجه المرشد السياحى بهم لمعبد الملك خفرع كونه يأتى بعد المدخل الرئيسى للبوابة الأهرامات، وذلك للأطلاع على روعة تصميم الجدران بالمعبد والمصنوعة من مادة الجرانيت الخالص ،ومن ثم يبدء بالحديث عن "بئر الأمنيات" وأن الملك قام ببناه للأعتقاد ان تلك الحفرة الترابية الصغيرة ستأتى بالحظ الوفير للبشر. وأضاف ص.م أن عمال الأثار رغم تقاضيهم راتب وظيفى لكنهم يستغلوا الأفواج السياحية من الدول العربية والأجنبية للنصب عليهم من خلال كذبة "بئر الأمنيات" فى محاولة لإقناعهم بالحديث عن نشائه البير وان إلقاء العملات تأتى بالحظ وتحقيق الأمانى ليصل بهم الحال لإلقاء أموالهم. وتابع، ان عمال الأثار بعد حلول الليل وانتهاء ساعات العمل الرسمية يقومون بفتح بوابة البئر المصنوعة من الأسياخ الحديدية لإلتقاط الأموال والذهاب لمصرف ما يتعاملون معه لفك تلك العملات للجنيه المصرى وتقسيم المبلغ فيما بينهم. وأكد احد الخرتية بمنطقة الأهرامات، انه يوجد بعض العملات لا تفك كالعملات الصينية فعائد تغيرها بالجنيه المصري ضئيل لا يذكر، قائلاً:" فك العملة الصينيه كلها ما بيعديش200 او 300 جنية فاليوم الواحد".