قال تقرير حول الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صدر في بيروت اليوم الإثنين، إن الشبان والشابات العرب واجهوا في حياتهم العديد من العوائق ومظاهر عدم الإنصاف، ما ساهم بشكل كبير في انفجار الثورات التي لا زالت تهز المنطقة اليوم. وأشار التقرير الذي أعدّه معهد "عصام فارس - الجامعة الأميركية في بيروت" وبدعم من "اليونيسف"، إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 يمثلون خُمس السكان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتاً الى أن "هذه الشريحة من الشباب هي الأكبر في تاريخ المنطقة". وقال "فيما يتمتع الشبان والشابات اليوم بتعليم أفضل من الأجيال السابقة،إلا أن جودة التعليم لا تزال دون المستوى المطلوب". وأضاف أن الشباب "يعاني من تضاؤل فرص العمل وصعوبة الحصول على السكن وتحقيق الإستقلال المالي وإنشاء عائلة، حيث فشلت دول المنطقة في تكييف مؤسساتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية مع التغيرات الناتجة عن الأعداد غير المسبوقة من الشباب". ونسب التقرير الى شاهدة أظفر، المديرة الإقليمية لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قولها إن "المنطقة تمر بمرحلة تحوّل تتميز بمكاسب ديمجرافية يمكن أن نحققها إذا ما تم الإستثمار في تنمية الشباب بشكل إيجابي وبطريقة فعّالة وفي الوقت المناسب". وأضافت أنه "يجب على الدول العربية اليوم أن تضع قضايا الشباب على رأس قائمة أولوياتها وعمليات التنمية الوطنية فيها". الى ذلك، أكّد التقرير على أن "فهم عقلية الشباب والشابات في المنطقة يوفر نافذة تبين التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية اليوم، والطريقة التي تؤثر فيها الأحداث الراهنة عليهم وعلى مجتمعاتهم". وأشار إلى أن " العوائق ومظاهر عدم الإنصاف التي عانى منها الشباب في السنوات الماضية، هي القوة الدافعة الرئيسية للثورات والمطالبة بتغيير حقيقي في المنطقة". وقال التقرير "يبدو أن هناك قضيتان هامتان مشتركتان في جميع مطالب الإصلاح، الأولى هي الحاجة للتمتع بالحقوق التي هي من إستحقاقات المواطنة، والثانية هي حاجة الشباب لأن يكون لهم صوت مسموع في الأسرة والمجتمع وعملية صنع القرار".