تتجه أنظار عشاق و محبى الكرة العالمية بشكل عام و الأوروبية بشكل خاص، مع دقات الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، نحو ملعب فيلودروم بمدينة مارسيليا الفرنسية، لمتابعة الموقعة النارية و المثيرة فى نصف نهائى بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2016 بين مستضيف البطولة وصاحب الأرض والجمهور المنتخب الفرنسى، ونظيره المنتخب الألمانى، بطل العالم الحالى والمرشح الأقوى لحصد اللقب. يخوض المنتخب الفرنسى اليوم، أول اختبار حقيقى له منذ بداية مشواره فى البطولة التى يستضيفها على ملاعبه، عندما يواجه بطل العالم والمرشح الأقوى للبطولة، فى مباراة انتظرها الجميع لتكون المباراة النهائية لكن القرعة أجبرتهما على تأهل واحد منهما للنهائى. كما تحمل المباراة ذكريات سيئة للمنتخب الفرنسى، حيث تلقى تلك المواجهة بظلالها على المباراة الودية التى جمعت الفريقين فى نوفمبر الماضى والتى انتهت بفوز فرنسا بهدفين نظيفين، لكن الجميع يتذكر فى تلك المباراة أنها شهدت الأحداث الإرهابية التى ضربت العاصمة باريس وعددا من المناطق الحيوية منها ملعب المباراة. وتلقى منتخب فرنسا دفعة معنوية هائلة بعد فوزه الساحق على منتخب أيسلندا فى دور ال8 بنتيجة 5-2 ونجاحه فى تسجيل أربعة أهداف فى الشوط الأول خلال خامس مباراة له فى البطولة، كما نال مدرب الفريق ديدييه ديشامب استحسان الجماهير بعد سلسلة من الانتقادات، طالت الديوك بسبب عدم تقديم أى عرض قوى فى البطولة، لكن فى الوقت ذاته فإن الجماهير الفرنسية تدرك جيدا المهمة التى بانتظار فريقها، أمام المنتخب الألمانى حتى وإن كان يعانى من الإصابات والإيقاف فى صفوفه. ويدخل ديدييه ديشامب، المدير الفنى لمنتخب فرنسا، المباراة بصفوف مكتملة حيث لا يعانى أى لاعب من الإيقاف، ومن المتوقع أن تشهد قائمة الفريق عودة المدافع عادل رامى ونجولو كانتى، بعد أن غابا عن مواجهة أيسلندا فى دور ال 8 للإيقاف. واعترف المدرب الفرنسى ديدييه ديشامب بقوة المنتخب الألمانى، وقال «ألمانيا هى ألمانيا، إنه أفضل فريق فى اوروبا وفى العالم.. لن تكون جولة فى المتنزه ولكن كل الاحتمالات قائمة، وعلينا ان نقدم كل ما بوسعنا». ولم يعد هناك الكثير من الوقت أمام ديشامب للاستقرار على خياراته الفنية للمباراة، لكن يبدو أنه سيدفع بانطوان جريزمان هداف البطولة فى العمق الهجومى بجانب المتألق اوليفييه جيرو مجددا، بدلا من الاعتماد عليه فى مركز الجناح الأيمن كما فعل فى مباراتى أيرلندا وأيسلندا. فى المقابل، يبحث الألمان فى مواجهة الليلة عن الهروب من شبح الإصابات والغيابات التى تطارد الفريق بعد المباراة الماضية، للمحافظة على حلمهم فى مواصلة الطريق نحو اللقب الأوروبى الرابع لأبطال العالم، من خلال اقتناص تذكرة التأهل للنهائى من أصحاب الأرض والجمهور. وتأهل المنتخب الألمانى إلى المربع الذهبى بعد أن استطاع أن يكسر عقدته التاريخية أمام المنتخب الإيطالى بركلات الترجيح بعد التعادل الايجابى 1-1 فى الوقت الأصلى والإضافى، ليصبح على بعد خطوة واحدة من الوصول الى النهائى الاوروبى الكبير ويكمل مسيرته الناجحة التى بدأت بتتويجة بكأس العالم 2014 فى البرازيل. قدم المنتخب الالمانى مستويات رائعة و نتائج جيدة بقيادة المدير الفنى يواكيم جعلته من اقوى المرشحين للفوز باليورو، حيث يعتمد لوف على تشكيلة قوية مكونة من افضل لاعبى العالم امثال مايسترو خط الوسط مسعود اوزيل و الحارس المتالق مانيول نيور. وتشير لغة الأرقام إلى أنه هو الأقوى دفاعا وهجوما بين جميع فرق البطولة حيث أحرز 7 أهداف واستقبلت شباكه هدفا واحدا، من ركلة جزاء امام الاتزورى فى مباراة ربع النهائى مما يعطى موشرا قويا على قوة و جاهزية الالمان للقاء الليلة. ويغيب عن صفوف الماكينات المدافع المتألق ماتس هاميلز للايقاف ونجم خط الوسط سامى خضيرة و المهاجم المخضرم ماريو جوميز للإصابة مما قد يتسبب فى الكثير من المشاكل للمانشافت امام الديوك الفرنسية، بالإضافة إلى باستيان تشفانيشتايجر، الذى تحوم حوله الشكوك بسبب معاناته من آلام فى الركبة. لكن "لوف" لن يجد أزمة فى إيجاد البديل الكفء، خاصة فى ظل التماسك والأداء الجماعى الذى يقدمه بطل العالم فى البطولة. فيما يملك المنتخب الالمانى خط دفاع قوىا بقيادة المدافع الصلب جيرمين بواتينج و خط وسط ناريا بوجود عازف الليل تونى كروس الذى يعتبر محور أداء المانيا، وهجوما رائعا بقيادة المقاتل توماس مولر الذى سوف يسعى جاهدا لإحراز أول أهدافه فى تاريخ اليورو.
