تتجه أنظار عشاق و محبى الكرة الأوروبية، مساء اليوم – الأربعاء–فى تمام التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، إلى مدينة ليون الفرنسية وتحديدًا لملعب بارك أوليمبك ليون، الذى سيستضيف موقعة كروية ممتعة بين المنتخب البرتغالى ونظيره الويلزي، فى المباراة الأولى بدور نصف نهائى بطولة أمم أوروبا التى تستضيفها فرنسا. وتحدد مباراة الليلة الطرف الأول للمباراة النهائية الذى سينتظر مواجهة الفائز من معركة ألمانيا بطل العالم وفرنسا البلد المضيف، حيث يتطلع كل فريق الليلة للوصول إلى المباراة النهائية للاقتراب خطوة من حمل لقب البطولة لأول مرة فى تاريخه، حيث يحلم القائد البرتغالى رونالدو بلمس الكأس الأوروبية ليسطر اسمه بحروف من ذهب ويحرز أول لقب قارى لبلاده ليضاف إلى سجلات بطولاته مع نادية ريال مدريد، وويلز التى تشارك لأول مرة فى البطولة وتسعى لتكرار مسيرة اليونان 2004 وتحقيق لقب سيجعل من نجومها أساطير فى بريطانيا بأكملها. ويدخل المنتخب البرتغالى المباراة، وعينه على التأهل للنهائى متمنيًا أن يصل إلى نفس الدور الذى وصل له عندما استضاف البطولة عام 2004، لكن هذه المرة باحثًا عن التتويج الأول له ببطولة الأمم الأوروبية وتحقيق إنجاز تاريخى لهذا الجيل من اللاعبين، بعد أن خدمتهم القرعة والظروف للوصول لتلك المرحلة. ويأمل رفاق العملاق كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب فى العالم وقائد المنتخب البرتغالي، فى تحقيق أول فوز لهم بالبطولة خلال الوقت الأصلى لضمان التأهل سريعًا إلى الدور النهائى دون الوصول إلى مراحل حاسمة سواء بالوقت الإضافى أو ضربات الترجيح أمام منتخب يحمل طموح المغامرة والاستمرار فى أولى مشاركاته بالعرس الأوروبي. ولم يتمكن البرتغاليون من تحقيق أى فوز فى دور المجموعات وصعدوا بشق الأنفس بعد ثلاثة تعادلات مع أيسلندا والمجر والنمسا، وفى دور ثمن النهائى فاز رونالدو ورفاقه على كرواتيا بهدف يتيم أحرزه كواريزما فى الوقت الإضافي، أما فى دور ربع النهائى فتعادل البرتغاليون مع بولندا بهدف لكل منهما، قبل أن تتمكن البرتغال من المرور إلى نصف النهائى بفضل ركلات الترجيح. ورغم أن برازيل أوروبا يعتمدون بشكل أساسى على قدرات نجمهم المميز كريستيانو رونالدو، حتى أن الأمر وصل بالبعض ليصفوه بأنه يبدو فى بعض الأوقات متعجرفًا ضد زملائه، وإصراره على تسديد كل الركلات الحرة تسبب فى إضاعة فرص هجومية ثمينة، لكنه فى كل الحالات يبقى رونالدو القادر على قلب موازين أى لقاء وتوهجه يعنى اكتساب البرتغاليين قوة مضاعفة للفريق مثلما حدث فى معركة المجر التى انتفض فيها الدون وكان السبب الرئيسى فى التأهل. ويعمل البرتغاليون تحت قيادة مدربهم فرناندو سانتوس الذى لم يخسر فى آخر 12 مباراة خاضها مع البرتغال، ألف حساب للنجم المتألق جاريث بيل الذى يؤدى بطولة تاريخية مع بلاده وقادهم للتأهل إلى هذا المستوى المتقدم بالبطولة بأهدافه الثلاثة المؤثرة وتمريراته الحاسمة. كما سادت حالة من التفاؤل فى معسكر البرتغاليين قبل لقاء اليوم، بعدما تأكد عودة لاعب الوسط المتميز أندريه جوميز للتدريبات الذى ابتعد عن الفريق الأسبوع الماضى بسبب مشاكل عضلية، ومع عودته وتألق الفتى الذهبى ريناتو سانشيز ومهارات نانى وقوة رونالدو الضاربة يملك البرتغاليون خط وسط قادرا على الدفاع باستماته والهجوم بقوة لوقف مغامرة التنين الويلزى والتأهل للنهائي. فى المقابل، يسعى المنتخب الويلزى لمواصلة مفاجآته وكتابة التاريخ فى أولى مشاركاته فى كأس الأمم الأوروبية، ويلز التى لم تشارك من قبل فى منافسات اليورو باتت على بعد خطوة واحدة من بلوغ المباراة النهائية فى انجاز لو تحقق سيكون أكبر مفاجآت اليورو فى التاريخ. وتأهل المنتخب الويلزى إلى دور ال4 بعدما تغلب على المنتخب البلجيكى 3-1 فى ربع النهائى بعد مباراة تاريخية شهدت تألق وابداع لاعبى التنين المتوهج الذين يقدمون مستويات فنية عالية فى اليورو مكنتهم من تصدر مجموعتهم و من ثم انهاء جميع مبارياتهم فى الأدوار الإقصائية دون الحاجة إلى اشواط اضافية او ركلات الترجيح. وبالطبع تعول حماهير ويلز على نجم الفريق و هدافه جاريث بيل الذى يحل ثانيا فى قائمة الهدافين برصيد 3 أهداف، ويعتبر بيل محور اداء المنتخب الويلزى نظرًا لسرعته الهائلة التى تساعده على صناعة و تسجيل الاهداف، فى ظل غياب آرون رامسى والمدافع بين دافيس للإيقاف. وفى هذه المباراة سيلتقى بيل بزميله فى فريق ريال مدريد كريستيانو رونالدو، ولكن بيل حذر بأنه لا ينبغى حصر المنافسة فى هذه المباراة عليهما فقط، قائلًا: «المباراة لا تدور فقط حول لاعبين، إنها حول بلدين يلتقيان فى الدور قبل النهائى.. رونالدو لاعب رائع، لكننا نتحدث حول ما يمكننا فعله ولا نقلق من منافسنا». فيما تكمن باقى قوة المنتخب الويلزى فى امتلاكه مجموعة مميزة من اللاعبين فى جميع الخطوط بداية من الدفاع بقيادة القائد اشلى ويليامز والمتألق نيل تايلور ومرورا بخط الوسط النارى بقيادة المايسترو جو الين ومن ثم خط الهجوم الذى يضم الهداف جاريث بيل والرائع هال روبسون كانو. كما يقود المنتخب الويلزى المدير الفنى الرائع كريس كوليمان الذى كان عاملا اساسيا فى تطور منتخب ويلز و تحويله من مجرد منتخب ضعيف بلا انجازات إلى منتخب قوى مرشح لبلوغ المبارة النهائية لبطولة كأس الامم الاوروبية، يعتمد كوليمان على اسلوب لعب متوازن بين الهجوم والدفاع، مستفيدا من قوة وبراعة لاعبى الوسط و الهجوم، حيث حذر كوليمان لاعبيه كثيرا من قوة وخطورة هجوم المنتخب البرتغالى الذى يضم نجوما كبارا أبرزهم نجم الفريق كريستيانو رونالدو الذى وضع له كوليمان خطة محكمة لتحجيم خطورته.