إن ساقك الحنين للذهاب إلى "الحسين" لقضاء يومٍ في أجواء رمضانية لا مثيل لها ، يجب الا تفاجئ حينما تُبصر ساحات المسجد وما يحيط بها من شوارع سياحية وقد تحولت لموائد طعام ممتدة ، نحن في شهر صيامٍ فضيل رُسخ فيه تناول ما لذ وطاب من خيرات الله كأحد أهم مظاهر الإبتهاج بقدومه ، لذا لا داعي للتعجب. لا يجب عليك أن تغضب أو أن تعبر عن ضيقك ، إن وجدت نفسك "غنيمة" يحاول رجال هذا المطعم أو ذاك إستقطابها لتكون زبوناً لديهم ، بنفس الكيفية المٌتبعة تقريباً في محطات سيارات الأجرة مع إختلاف بعض التفاصيل ، إعتبر ذلك نوعاً من أنواع الترحيب بضيوف مقام حفيد المصطفى . ولكن إعلم أنك إذا ما قررت الإستجابة لدعوات الترحيب تلك ، وقررت أن تشارك في وليمة الإفطار أو السحور في مطاعم هذا الحي الرائع ، فأنت أمام قوائم أسعار تزيد عن مثيلاتها بمقدار الضعف إن لم يكن أكثر ، فشغف المصريين بالطعام في أجواء إستثنائية كالتي يوفرها "الحسين" لرواده ، فرصة لا يجب أن يفوتها أصحاب المطاعم لتحقيق أكبر مكسب في ايام البركة . مبالغة في الأسعار خضنا تجربة التجول بين موائد سحور "الحسين" ، إستطلعنا أسعار الخدمات والطعام المقدمة للزوار ، توقفنا كثيراً امام قائمة طعام قفزت باسعارها هنا بشكل مبالغ فيه ، فتناول طبق من الفول يٌكلف عشرة جنيهات كاملة واذا ما إخترت طبقاً من البطاطس لجانبه فأنت بحاجة لتسعة جنيهات إضافية تزداد بستة جنيهات آخرى لو أردت تناول السلطة لجوار طعامك ، اما إذا ما فضلت السرعة وقررت إنجاز سحورك في تناول سندوتشات فإن ذلك يكلفك سبعة جنيهات للواحد ، أحد زملائنا أخبرنا بأن طبق الفول يقفز لخمسون جنيها قبيل مدفع السحور هذا وإن وجدته ، وفق تعبيره . في هذا الشأن ، يقول محمد علاء – 15 سنة ، بأن تجربته الحسينية لرمضان هذا العام ، كانت بمنطقة السحيمي ، مشيراً لأن وجبة السحور هناك كلفته 45 جنيها ، ليعلق بأن تلك التكلفة تماثل ضعف ما يمكن ان تكلفه وجبة مثيلة بمناطق آخرى في القاهرة. وأضاف عاطف صابر – 24 سنة ، بذات السياق ، مؤكداً بأن أسعار أطباق الفول تٌصبح ثلاثة أضعاف سعرها الطبيعي بالايام العادية . خداعُ و إستغلالُ على جانب آخر ، نفى إبراهيم عبد الجواد – 25 سنة ، وجود أي إختلاف في الأسعار بين الخدمات المقدمة في رمضان عن مثيلاتها بشهور آخرى ، لافتاً لأنه قضى يوماً رمضاني هذا العام وأن الأسعار تشبه قبل رمضان وأنه لم يشعر بأي فرق . وإختلف أحمد أنور – 24 سنة ، احد أبناء منطقة الحسين ، مع ما ذهب اليه "عبد الجواد " ، لافتاً لوجود زيادات في الأسعار تلجأ اليها بعض المحال و المطاعم في رمضان لكونه موسم ، ضارباً أمثلة بأن أسعار الوجبات قد تصل لسبعين جنيهاً للإفطار و أربعون للسحور . وتابع بأن هناك تفاوتاً في أسعار الوجبات بالمطاعم المختلفة الموجودة بالمنطقة السياحية العتيقة ، مشيراً لنقطة هامة يجب أن تكون في بال كل زائر ل"الحسين" في هذا الشهر الكريم ، الا وهي عدم إلتزام المطاعم ببيانات قوائم الطعام المقدمة لزبائنهم ، موضحاً بأنه بالإضافة لإمكانية أن تدفع أكثر مما هو مدون بالقائمة ، يمكن أن تأتيك وجبات بها اختلافات عن التي طلبتها بالفعل .