ننشر تفاصيل 18 ساعة من التحقيقات مع الشيخ صلاح الدين التيجاني    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    عاجل - "الدولار ب 48.42 جنيه".. أسعار العملات بالنك المركزي المصري    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 28 سبتمبر بسوق العبور للجملة    فصائل عراقية تعلن استهداف موقعا إسرائيليا في الجولان المحتل بواسطة الطيران المسير    بايدن يوجه بتعديل وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط    موعد مباراة مانشستر سيتي ونيوكاسل والقنوات الناقلة في الدوري الإنجليزي    اختبار شهر أكتوبر رابعة ابتدائي 2025.. المواعيد والمقرارات الدراسية    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي بعد صراع مع السرطان    عودة أسياد أفريقيا.. بهذه الطريقة أشرف ذكي يهنئ الزمالك بالسوبر الأفريقي    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    11 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية.. وحزب الله ينفي وجود أسلحة في المباني المستهدفة    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    وقف حرب غزة وانسحاب الاحتلال من فيلادلفيا.. مصر توجه سلسلة مطالب لمجلس الأمن    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    «الأصيلة المحترمة».. مجدي الهواري يوجه رسالة رومانسية لزوجته دنيا عبدالمعبود    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضار في الأسواق اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    ميلان يتغلب على ليتشي بثلاثية بالدوري الإيطالي    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    نبيل الحلفاوي يوجة رسالة للزمالك بعد فوزه بلقب السوبر الإفريقي    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



24 مشهداً تحكى حال مصر إذا فشلت "30 يونيو"

أغمض عينيك للحظات.. تخيل أنك تجلس على مقعد داخل عجلة الزمن، وتوقف قليلاً عند نهايات يونية 2013 واسأل نفسك ماذا يحدث لو فشلت ثورة 30 يونية ولم تتمكن من تحرير مصر من الاحتلال الإخوانى.
مشهد 1:
القاهرة فى صيف ساخن.. دولة مضطربة.. وشعب يعانى أزمات طاحنة فى البنزين والسولار، والأسعار، والكهرباء تغيب لأكثر من 10 ساعات يومياً.. والغضب يملأ قلوب الجميع، ليس لهذا الغضب سوى متنفس واحد وهو استمارات تمرد التى يطوف بها الشباب الشوارع لجمع توقيعات من المصريين للدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
كان شباب تمرد يجمع توقيعات المصريين، بينما الإخوان وأشياعهم يهاجمون تمرد واستماراتها، والموقعين عليها، ويروجون فى فضائياتهم وصحفهم أن كل من يوقع على استمارة تمرد خائن لوطنه، و«مش عاوز البلد تهدأ».
ووصلت سخرية الإخوان من «تمرد» واستماراتها لدرجة أن أحد إعلاميى الإخوان وقف فى برنامجه الذى تذيعه قناة إخوانية ليعلن تأييده الكامل للتوقيع على استمارة تمرد ويقول «أقول للجهلة الأغبياء بتوع تمرد.. إنتو عارفين تمرد معناها إيه؟.. تمرد يا أغبياء هى الحروف الأولى من جملة «تعيين مرسى رئيساً دائماً».. وعلشان كده أعلن تأييدى جداً لتمرد اللى تعنى تعيين مرسى رئيساً دائماً».
مشهد 2:
مصر تترقب خطاب الرئيس محمد مرسى الذى سيلقيه مساء يوم 25 يونية 2013، وسيقدم فيه كشف حساب عما قدمه طوال عام كامل من حكم مصر.. فيما يواصل شباب تمرد جمع توقيعات المطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة.. والأحزاب السياسية تطالب رئاسة الجمهورية بالبحث عن مخرج للأزمة السياسية التى تشهدها مصر.
مشهد 3:
فى اليوم المحدد للخطاب وقف «مرسى» وسط مؤيديه، وتحدث لمدة 100 دقيقة كاملة، وقال كلاماً خليطاً من الوهم والخيال، والسباب والغرائب.. قال من بين ما قال إن تأخر النمو الاقتصادى الذى لا بديل لنا عنه والذى لا يتحقق إلا بالاستقرار السياسى الضرورى تأزم الأحوال المعيشية التى لا نعالج واحدة منها حتى تطل علينا أخرى.
وهاجم "مرسى" بضراوة الإعلام والمعارضين ورجال الأعمال، والقضاة.. وقال «أنا صبرت كتير.. وعاوز أقول سنة كفاية».
وعندها انفجر أنصاره بهتاف غريب جداً وقالوا «اغضب.. يا مرسى».. وتوقف الرجل عن إلقاء الخطاب لعدة دقائق وكأنه يفسح أقصى وقت ممكن لأنصاره لكى يطالبوه بالغضب.
ملحوظة: المشاهد الثلاثة السابقة حدثت بالفعل.
مشهد 4:
مكتب إرشاد الإخوان يصدر أوامره لأنصاره بالتسلل إلى ميدان التحرير والاتحادية ليلاً لطرد المتظاهرين من الميدان.. وأتوبيسات الجماعة تواصل شحن شباب الإخوان من كل المحافظات لتنفيذ المخطط المحدد له الساعة الثانية من صباح 30 يونية.
أنصار أبوإسماعيل يتضامنون مع الإخوان ويحشدون أنصارهم للمشاركة فى غزوة التحرير.. واتفاق سرى بين الجانبين أن يقود الإخوان تحرير "التحرير" من المتظاهرين، بينما يتولى أنصار أبوإسماعيل قيادة العملية أمام الاتحادية.
مشهد 5:
فى ساعة الصفر.. يتم قطع الكهرباء عن ميدان التحرير، والاتحادية ويتسلل لميدان التحرير جحافل الإخوان وأتباعهم من جميع الشوارع المتصلة بالميدان، ومن مخارج محطات المترو، ووقتها كان أغلب المتظاهرين، نياماً بعد يوم طويل من الهتاف ضد مرسى، وفجأة يتحول الميدان الساكن الهادئ إلى قنبلة ضجيج، ويعتدى الإخوان على كل من تصله أيديهم ويشعلون خيام الثوار.
يحاول الثوار صد هجوم الإخوان المباغت ولكن دون جدوى خاصة فى ظل توافد الإخوان المسلحين من كل محافظات مصر، ويستمر الصدام لأكثر من ساعتين، وفى النهاية يفرض الإخوان وأتباعهم سيطرتهم على الميدان وسط هتاف «الله أكبر» وبالروح والدم نفديك يا رئيسنا.
ويتكرر نفس السيناريو أمام الاتحادية
مشهد6: بداية الافتراض
شروق شمس 30 يونيو 2013، وميدان التحرير غارق فى دماء الثوار، فى حال فشل الثورة أنصار الإخوان الذين يرفعون صور محمد مرسى ويهتفون باسمه وبحياته، وقناة الجزيرة وقنوات الإخوان تنقل بثاً حياً مباشراً من قلب الميدان ورجال الإخوان يتسابقون فى سرد بطولاتهم فى تطهير ميدان الثورة من المخربين وأعداء الوطن.
وذات القنوات تتنافس على لقاء مصابى الإخوان، الذين يتحدثون والدموع تملأ عيونهم مؤكدين أنهم كانوا يتمنون نيل الشهادة، وأن دماءهم وأرواحهم تهون أمام حماية الشرعية وتثبيت حكم الرئيس المؤمن محمد مرسى.
مشهد 7:
محاولات بائسة من الثوار للعودة مرة أخرى للميادين، والإخوان تحذر بالرد بقوة على كل من يحاول التعدى على أنصار الشرعية فى ميادين مصر، ومحمد البلتاجى يعقد مؤتمراً صحفياً عالمياً يقول فيه إن الشعب المصرى انتصر وفرض إرادته، وأن الفلول والمتآمرين لم يعد لهم مكان فى مصر، والمتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية يصدر بياناً يؤكد فيه أن الدولة المصرية لن تسمح بتكرار موقعة جمل مرة أخرى، ويعلن تكليف قوات من الشرطة لتأمين الميادين والقبض على المخربين.
مشهد 8:
إلقاء القبض على آلاف الشباب.. وتضم قائمة المقبوض عليهم كل قيادات حركة تمرد، وشخصيات قيادية فى أحزاب المعارضة.. والنيابة توجه لهم تهم محاولة قلب نظام الحكم وتكدير السلم العام، وإثارة البلبلة.
وصفوت حجازى يقول: «محمد مرسى خط أحمر.. واللى هيرش الرئيس مرسى بالميه هنرشه بالدم»..
ومحمد عبدالمقصود يهنئ مسلمى مصر بقرب قدوم رمضان ويقول: «اللهم يا من جعلت يوم 30 يونية يوم عز للإسلام والمسلمين وكسر شوكة الكافرين والمنافقين.. اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب أهلك فلول الخارجين عن شرعية الرئيس محمد مرسى.. اللهم شتت شملهم ورمل نساءهم ويتم أطفالهم، وجمد الدماء فى عروقهم.. اللهم اقتلهم بددا فإنهم لا يعجزونك.. واجعل رمضان سخاء رخاء على بلاد الإسلام».
مشهد 9:
مرسى يقرر إقالة مئات الآلاف من العاملين بالدولة بتهمة التسبب فى الأزمات التى تعرض لها المواطنون.. وتعيين موظفين جدد فى الوظائف التى صارت شاغرة.. والمفاجأة، أن كل المعينين الجدد تابعون لجماعة الإخوان وأنصارهم.
مشهد 10: رئاسة الجمهورية تعلن عن خطاب مهم يلقيه رئيس الجمهورية مساء يوم 3 يوليو (2013)..
وفى الموعد يقف مرسى ليعلن دخول مصر الحرب لتحرير الشعب السورى.. ويهتف «لبيك يا سوريا»..
ويضيف أن مصر الثورة لا يمكن أن تلتزم الصمت على الجرائم التى ترتكب فى حق الشعب السورى.. ويقول وهو مزهو بنفسه: «بصفتى القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقدم الامتنان لكل أبناء القوات المسلحة على ما فعلوه فى الثورة وما يفعلونه الآن لإنقاذ الشعب السورى الشقيق.. فإلى الأمام يا جيش مصر العظيم، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم ويظل يهتف «لبيك يا سوريا.. لبيك يا سوريا.. لبيك يا سوريا».
مشهد 11
محمد مرسى يكلف وزير الداخلية بإنشاء وحدة خاصة لمكافحة البلطجة وترويع المواطنين، لتأمين الجبهة الداخلية تزامناً مع مشاركة الجيش المصرى فى إنقاذ شعب سوريا.
وخيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، يعلن تجهيز مئات آلاف من الشباب المرابطين فى أماكن محددة بالقاهرة وكل المحافظات لحماية الشرعية.. ويطلق عليهم الحرس الثورى.
مشهد 12
محمد عبدالمقصود يفتى بأن معارضى حكم الرئيس محمد مرسى هم خوارج العصر، وأن الإمام على بن أبى طالب قتل فى معركة واحدة أكثر من 4 آلاف من الخوارج..
والشيخ حازم أبوإسماعيل يرفض وصف معارضى مرسى بالخوارج ويقول «والله الذى لا إله إلا هو، خوارج الإمام على كرم الله وجهه أطهر آلاف المرات من معارضى الرئيس محمد مرسى، على الأقل كانوا حافظين القرآن أما ما نراهم اليوم فلا يحفظون إلا أغانى أم كلثوم ومايكل جاكسون وغيرهم من محترفى الرقص والعزف على مزامير الشيطان».
مشهد 13:
حوادث عنف واعتداءات على مقرات الأحزاب والصحف الحزبية والمستقلة، وسقوط قتلى.. ومحمد البلتاجى يطالب رئيس الدولة بتعطيل بعض الصحف والقنوات الفضائية ويقول «مش معقول يكون الجيش المصرى العظيم يحارب لإنقاذ الشعب السورى بينما نسمح بوجود صحف صفراء وقنوات فضائية مأجورة يديرها فلول الوطنى المنحل تحاول العبث بأمن مصر واستقرارها».
مشهد 14»
أزمات مصر تتزايد.. والكهرباء تغيب أغلب ساعات النهار، وطوابير البنزين تصبح ملمحاً رئيسياً من معالم مصر.. والرئيس محمد مرسى يلقى كلمة للشعب المصرى، يقول فيها «لا أشعر براحة كبيرة لما أحس به من علاقات فاترة أثناء زياراتى لمحافظات مصر المختلفة، وأدرك حجم المخاوف التى ورثناها من النظام السابق وما يروج له أعداء الوطن مما يسمونه الفزاعة الإسلامية، ولكنى أثق فى الذكاء المصرى..
ويقول: «سنصبر مع بعض بلدنا تتحسن ببطء.. والأمل فى الغد، ولا تستمع لمن يريد أن يؤخرنا، وحسن علاقتك برجال الأمن، بلدنا ستنبى بنا، عاشت مصر حرة وعاش شعبها حراً كريماً عظيما بناء، ورد الله كيد من أراد به سوء».
ويضيف: «أقول للجميع هذه مرحلة سنتجاوزها قريباً، ولكن علينا الآن الصبر والعمل، وأن نساند جيش مصر العظيم الذى يحقق بطولات رائعة فى تحرير سوريا من نظام بشار القاتل».
ويواصل: «أقول للإعلام نحن ننتظر أن نرى دورك فى توعية الناس توقفوا عن نشر الشائعات والفتن وخطابات الكراهية بين الناس، لا يمكن السكوت عن نشر الإعلام للأكاذيب والفتن والتربص على الشاشات هذه ليست مصر. لا أتهم الإعلام كله.. ولكن احذروا الحليم إذا غضب».
مشهد 15:
مظاهرات إخوانية فى كل ميادين مصر، تهتف «اغضب يا ريس».. واعتداءات على بعض الكنائس.. وفى مساء ذات اليوم المتحدث باسم رئاسة الجمهورية يعلن فتح باب الجهاد ضد طاغية سوريا، ويؤكد إقامة معسكرات تدريب للمتطوعين فى سيناء، ويرحب بتدريب المتطوعين من كل البلاد الإسلامية، وفتح الحدود مع غزة.
مشهد 16:
البابا تواضروس يعلن دخوله فى اعتكاف داخل الكاتدرائية بسبب الاعتداءات على الكنائس.. والشيخ وجدى غنيم يعلق على اعتكاف البابا «انتهى وقت الدلع والطبطبة.. مصر إسلامية واللى مش عاجبه يخرج منها، وقريبا إن شاء الله ستتخلص مصر من كل الشياطين الذين يدنسون أرضها».
مشهد 17:
قطر تعلن تقديم حزمة مساعدات اقتصادية لمصر، ومشاورات بين الدوحة والقاهرة لتنفيذ مشروعات ضخمة فى مصر..
مشهد 18:
الصحف الحكومية والفضائيات الإخوانية والجزيرة تنقل على الهواء مباشرة توقيع اتفاقيات أكبر صفقة اقتصادية فى الشرق الأوسط بين مصر وقطر.. الصفقة تعطى الدوحة حق إدارة قناة السويس والآثار المصرية لمدة 99 عاماً مقابل 200 مليار دولار والقاهرة تتسلم مقدم الصفقة 20 مليار دولار.
مشهد 19:
حكومة هشام قنديل تخصص الجزء الأكبر من مقدم الصفقة القطرية للمجهود الحربى وللحرس الثورى التابع مباشرة لخيرت الشاطر.
مشهد 20:
حوادث قتل غريبة تشهدها مصر، والضحايا من السياسيين البارزين ورجال الدين المسيحى وإعلاميين، والجانى دائماً مجهول.
مشهد 21:
الرئيس محمد مرسى يعلن تحقيق الجيش المصرى لانتصارات متتالية فى سوريا ويقرر توجيه قوات مصرية لليمن لقتال الحوثيين.. والسودان تطلب من مصر مساعدتها فى التصدى لمتمردى دارفور والرئيس المصرى محمد مرسى يوافق على المشاركة فى عمليات عسكرية فى دارفور..
مشهد 22:
مصر والسودان يعلنان دخولهما فى تكامل شامل، والقاهرة توافق أن يدخل مثلث حلايب وشلاتين داخل الحدود السياسية والإدارية السودانية.. والمرشد العام محمد بديع يشكر قادة السودان، ومظاهرات غضب فى القاهرة ورئيس مجلس الشورى أحمد فهمى: أقول لمن يعترض على تكامل مصر والسودان، انه إذا كنا أعدنا حلايب وشلاتين للسودان الشيق فإن مصر استعادت السودان كله وعادت وحدة وادى النيل.
مشهد 23:
المظاهرات تتزايد فى كل محافظات مصر، والشرطة تعجز عن التصدى للمتظاهرين، والحرس الثورى يتدخل بقوة لفض المظاهرات، سقوط مئات القتلى يومياً.
مشهد 24:
فى غياب الجيش المصرى وانشغاله بحروب فى سوريا واليمن والسودان، ومع توالى المظاهرات واستمرار عمليات القتل التى يقوم بها الحرس الثورى الإخوانى، بعض القرى والمدن المصرية تعلن الاستقلال عن حكم الإخوان.. ومرسى يهدد بإبادة من تسول له نفسه الخروج عن حكم الإخوان.
وهكذا تدخل مصر حرباً أهلية لا تبقى ولا تذر.. يبدأ ملايين من المصريين عمليات فرار جماعى من مصر ويلقون بأنفسهم فى قوارب متهالكة على أمل أن يصلوا إلى الشاطئ الآخر وتقبلهم أوروبا كلاجئين.. ويموت الكثيرون منهم غرقى.
شهادات من الحياة
وإذا كنت تعتقد أن المشاهد السابقة مجرد خيال لم يكن ليحدث لو فشلت ثورة يونية، فإليك 3 شهادات من الحياة لثلاثة من خبراء الاجتماع والسياسة.
الشهادة الأولى للدكتور عبدالله فؤاد مدير مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية.. يقول عبدالله فؤاد: لو فشلت ثورة يونيو لبدأ «محمد مرسى» عهداً من التنكيل والاستبداد والديكتاتورية بدعوى تطهير البلاد من الخوارج المعارضين للشرعية.. وستكون البداية بتمكين الإخوان من كل مفاصل الدولة ومن الوزارات والمحافظات والمحليات لكى يمهد لحكم جماعة الإخوان بالحديد والنار لعقود طويلة من خلال تشكيل ميليشيات تكفل لهم البقاء فى السلطة أبد الآبدين، وهذه الميليشيات للتصدى لكل المعارضين، تماماً مثل الحرس الثورى».
ويضيف: «بخلاف اغتيال بعض المعارضين واعتقال بعضهم ومطاردة البعض الآخر، كانت مصر فى زمن الإخوان ستتحول إلى ولاية أمريكية وسيلتزم الإخوان بالسمع والطاعة لكل أوامر البيت الأبيض وبالتبعية كان الإخوان سينفذون المخطط الأمريكى المعروف بالشرق الأوسط الكبير وكانت مصر ستتنازل عن سيناء لفلسطين ومنطقة حلايب وشلاتين للسودان وكان الإخوان سيظلون قابضين على رقبة «مصر» حتى تتقسم أو تشهد حرباً أهلية تهلك الحرث والنسل.. ولكن الله سلم من هذا الكابوس وأنقذ مصر من هذا المصير الكارثى بنجاح ثورة 30.
الشهادة الثانية للمؤرخ الكبير د. عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان الذى يقول إن فشل ثورة 30 يونيو كان سيمنح الإخوان فرصة لمحو معنى الوطن.. وبقاءهم فى السلطة كان سيشعل حرباً أهلية، وهو ما كان سيسمح بتنفيذ المخطط الأمريكى الرامى لتقسيم مصر إلى دويلات.
الشهادة الثالثة للدكتور سعيد الزنط مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الذى يؤكد أن فشل ثورة 30 يونية كان سيلقى بمصر فى مصير أسوأ بكثير مما يحدث الآن فى سوريا واليمن وليبيا.
الحصاد المر
ضريبة «العزل».. إرهاب فى سيناء واقتصاد منهار
لم تكن مجرد ثورة، بل كانت عملية كبرى لتحرير أغلى وطن من قبضة جماعة إرهابية، تعاونت مع كل شياطين العالم لتركيع مصر، ولكن لم يفلحوا جميعاً.. فهم ذهبوا وبقيت مصر شامخة وعزيزة أبية بوعى أبنائها وأحرارها الذين أعادوها مرة أخرى لأحضانهم بعد أن اختطفت عاماً لم يمر عليهم مثله فى التاريخ.
ولم تمر عملية التحرير هكذا سهلة، وإنما كان لها ضريبة فادحة، دفع المصريون من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم فى الحصاد المر، وما بين إرهاب فى سيناء واغتيالات وتدمير وتخريب فى القاهرة والمحافظات، جاءت الفاتورة باهظة، دماء زكية لرجال القوات المسلحة والشرطة وغيرهم من الأبرياء الذين يتصادف وجودهم فى مواقع التفجيرات والسيارات المفخخة، هذه الفاتورة التى دفعها أهالى 1264 شهيداً، هى أغلى فاتورة، وستبقى إلى الأبد رمزاً لانتصار الحياة على الموت والدمار.
لقد أثبتت الأيام أن مرسى وجماعته كانوا خارج سياق ثورة 25 يناير، حيث لم تكن تتعدى القضية لديهم سوى الصعود على أهداف ثورة نبيلة، من أجل الوصول إلى حكم انهار فوق رؤوسهم سريعاً.
ولا يمكننا أن ننسى كلمات محمد البلتاجى، القيادى الإخوانى، حين قال: إن ما يحدث فى سيناء من إرهاب يتوقف فى الثانية التى يعود فيها مرسى، بينما قال صفوت حجازى: اللى هيرش مرسى بالميه هنرشه بالدم، فى حين قال عاصم عبدالماجد، سنقطع أيدى كل من يهين أو يعارض الرئيس، أما فوزى السعيد فأطلق فتواه قائلاً: «قتلاهم فى النار وقتلانا فى الجنة».
وحذر محمد بديع، المرشد العام للجماعة، قائلا: عزل السيسى ل«مرسى» أعظم من هدم الكعبة، وقال أحد المعتصمين: لو سقط مرسى هيكون فى سيارات مفخخة، وموجهاً تحذيراً ل«السيسى»: صنعت طالبان جديدة فى مصر، وهناك مجاهدون، بينما قال أحد مشايخ الجماعة الإسلامية خلال اعتصام رابعة من على المنصة: إخوانكم فى المحافظات فى انتظار ساعة الصفر... كان هذا هو الثمن الذى دفعه الشعب المصرى بعد عزل مرسى وإسقاط حكم الاخوان.
ومن الجدير أن نذكر أنه عقب احتجاجات 30 يونيو 2013 وقع أكثر من 300 قتيل بين صفوف قوات الأمن المصرية. ووسعت الجماعات المتشددة عملياتها إلى خارج منطقة سيناء، وكان من بينها الهجوم الذى استهدف سيارة النائب العام. كما اتخذت قيادات الجماعة من اعتصام «رابعة العدوية» منصةً للتحريض الصريح ضد الجيش والشرطة. كما شهد عام 2015 عدداً من الجرائم الإرهابية التى استهدفت ضباط جيش وشرطة ومجندين ومواطنين أبرياء وجدوا بالمصادفة فى مكان الأحداث، كما امتدت تلك الهجمات إلى القضاة، لتتمكن من اغتيال 2 من المشرفين على الانتخابات البرلمانية فى فندق بالعريش.
وبعد قرابة 12 ساعة من صدور حكم محكمة الجنايات على الرئيس المعزول محمد مرسى بالسجن لمدة 20 عاماً فى قضية أحداث الاتحادية، وتحديداً فى الثلث الأخير من شهر أبريل لعام 2015 قامت العناصر الإرهابية بتنفيذ حادث اغتيال العقيد وائل طاحون، الضابط بقطاع مصلحة الأمن العام، والمجند إبراهيم محمد المنشاوى، إذ أطلق ملثمون يستقلون دراجات نارية، النيران عليهما أثناء استقلالهما سيارة الشرطة التى كانت تنتظر العقيد أسفل المنزل فى حدائق القبة.
وفى شهر نوفمبر من العام نفسه، عاد الإرهاب الأسود ليطل من جديد واستهدف 4 من أفراد الشرطة فى كمين المنوات، بعد أن أمطر مجهولون يستقلون دراجة نارية الكمين بوابل من الطلقات، ما أدى إلى استشهاد قوة الكمين بالكامل، وهم أمين شرطة وثلاثة مجندين.
والمصير نفسه، طال العقيد هشام العزب، الضابط بالإدارة العامة لمرور القاهرة، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه داخل مستشفى وادى النيل، إثر انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مكان عمله فى تنظيم حركة المرور أمام محكمة مصر الجديدة فى أوائل شهر أغسطس.
ومع تكرار الهجمات المسلحة أصبح ملف «الحرب على الإرهاب» فى مصر وخاصة فى سيناء، من أبرز الملفات الشائكة على مكتب «السيسى»، فى ضوء تزايد «العمليات الإرهابية» التى تستهدف قوات الأمن فى المنطقة وارتفاع أعداد القتلى.
ولم يكن يمر يوم منذ إسقاط حكم جماعة الإخوان، إلا ويحدث أعمال إرهابية بين الحين والآخر تمثلت فى التفجيرات المتلاحقة، وأعمال العنف ضد مؤسسات الدولة وأقسام الشرطة، ووصل بهم الأمر إلى التمثيل بالجثث، كما حدث فى قسم شرطة كرداسة، فضلاً عن تعطيل حركة القطارات والطرق.
وجاءت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى أكد فيها أن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، هدد بإشعال أحداث عنف وإرهاب حال عزل مرسى، لتقدم دليلاً آخر على أن الجماعة تحرق مصر مقابل كرسى الحكم، علماً بأن إجمالى عدد التفجيرات التى تمت منذ إعلان الحرب على الإرهاب يبلغ 1025 تفجيراً شملت تقريباً جميع محافظات مصر، ومنها المدرعات ومديريات الشرطة، كأمن القاهرة، والعريش، والدقهلية، ويبلغ إجمالى عدد ضحايا المدنيين جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية منذ ذلك الحين 1264، تشمل كافة الأعمار السنية، بدءاً من 7 سنوات حتى 65 عاماً.
حرب شرسة
ويرى اللواء أسامة همام، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن الأجهزة الأمنية تواجه جماعة إرهابية كاملة مدعمة بالأسلحة والقنابل ومدعومة من كافة الدول الخارجية التى تريد مصر مثل سوريا والعراق وليبيا، وبالتالى ما وصلت إليه مصر من خسائر حتى وقتنا الحالى هو إنجاز، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب ليست سهلة، فالقوات المسلحة تتحمل أعباء كثيرة بداية من سيناء التى تمثل بؤرة إرهابية كبيرة جداً، حتى جميع محافظات الجمهورية، مبيناً أن محاصرة الإرهاب لا تحتاج إلى مواجهات أمنية فقط، لأن العناصر ليس لها مجابهة على المواجهات المباشرة مع رجال الجيش والشرطة فهم غالباً ما يلجأون إلى زرع القنابل وتفجيرها عن بعد كما حدث فى عشرات الجرائم، وأبرزها كانت عملية استهداف النائب العام.
أزمة اقتصادية.. طاحنة
وعلى الصعيد الاقتصادى، فقد أثر الإرهاب الإخوانى على مقدرات الدولة وعائداتها خاصة فيما يتعلق باستقطاب الاستثمارات الخارجية والسياحة، الأمر الذى أدى إلى تباطؤ فى النمو الاقتصادى ورفع معدلات البطالة لدى الشباب المصرى.
هذا ما أكده د. شريف دلاور، الخبير الاقتصادى، قائلاً: الاقتصاد المصرى ليس بمعزل عن الأزمات القائمة فى عدد من دول العالم، ولدينا عدد كبير من المشكلات تجعلنا نشفق على من يدير الملف الاقتصادى فى الوقت الراهن، خاصة أنها تواجه أزمات متراكمة منذ سنوات عديدة بجانب طموحات وآمال شعب لا تنتهى بعد ثورة 30 يونيو.
وأوضح أن مصادر الإيرادات الأجنبية شهدت انخفاضاً جزئياً بعد عام 2011 كالاستثمار المباشر، بجانب القطاع السياحى الذى يعانى نقص موارده نتيجة تأثير العمليات الإرهابية.
ولفت «دلاور»، إلى تراجع الاستثمار الأجنبى المباشر بشكل ملحوظ عما قبل عام 2011 نتيجة الاضطرابات الاقتصادية التى شهدتها السنوات الماضية، ولكنه يتوقع زيادة الاستثمار الأجنبى خلال الفترة المقبلة بناءً على استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية وتحسين مناخ الاستثمار فى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.