عواصم العالم - وكالات الانباء: تصاعدت امس حدة التوتر في لبنان بسبب الازمة السياسية العاصفة التي تشهدها بسبب محكمة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. اغلقت المدارس ابوابها في عدد من المناطق في غرب بيروت عقب ظهور تجمعات لعشرات الشبان في الشوارع لوقت قصير، وسط مخاوف من تحول الازمة السياسية الحادة الي توترات امنية. وقال مسئول امني طالبا عدم الكشف عن هويته "طلبت مدارس عدة من اولياء التلاميذ الحضور الي المدرسة واصطحاب اولادهم بعد ظهور مجموعات من الشبان في الصباح الباكر في احياء فيها تواجد شعبي لحركة امل وحزب الله الشيعيين. واوضح المسئول ان الانتشار غير المسلح بدأ واستمر لبعض الوقت في احياء الطيونة وبشارة الخوري ورأس النبع والبسطة وزقاق البلاط. واضاف المسئول الامني "لدي طرح السؤال من جانب القوي الامنية عن سبب تجمعهم، قال الشبان انهم يستعدون لرحلة، مشيرا الي انهم غادروا بعد ساعة. واضاف انه يبدو انها تحضيرات لتحرك مرتبط بالقرار الظني الذي سلمه مدعي عام المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الي قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة ، والذي يبقي سريا في هذه المرحلة، فيما تشير تقارير الي انه يتضمن اتهاما الي حزب الله. واكد مصورو وكالة فرانس برس ان مئات التلاميذ خرجوا من المدارس التي كانوا قد وصلوا اليها قبل وقت قصير عائدين الي منازلهم. ودعا وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسن منيمنة المواطنين والطلاب والاهالي الي العودة الي المدارس ومتابعة الدراسة بصورة طبيعية.واشار الوزير الي انه "علي الرغم من التجمعات الشبابية التي شوهدت في الشوارع لوقت قصير ولا يوجد ما يعيق الحياة التربوية". وكان حزب الله قد اعلن انه سيرفض توجيه اي اتهام له في الجريمة، مؤكدا انه سيتصرف للدفاع عن نفسه. واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان نشره البيت الابيض ان تسليم القرار الاتهامي في لاهاي حول التحقيق في الاعتداء علي رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري عام 2005 يمثل خطوة حاسمة نحو انهاء "عهد الافلات من العقاب" في لبنان، داعيا الي الهدوء. وجاء في البيان ان هذا القرار يمثل خطة مهمة نحو انهاء عهد الافلات من العقاب لناحية القتلة ونحو تطبيق العدالة بالنسبة للشعب اللبناني.وقال اوباما في بيانه "اعلم انه وقت للتأثر وهو مهم جدا للشعب اللبناني ونحن ننضم الي الاسرة الدولية لدعوة المسئولين والفئات اللبنانية الي الحفاظ علي الهدوء وضبط النفس". واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تسليم المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بالمار لقرار الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري " خطوة هامة نحو تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب علي جرائم القتل.وقالت كلينتون في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إن أولئك الذين يعارضون المحكمة يسعون إلي إيجاد خيار زائف بين العدالة والاستقرار في لبنان،ونحن نرفض ذلك. وكان مكتب المدعي العام دانيال بلمار قد اصدر بيانا اعلن فيه انه اودع رئيس قلم المحكمة قرارا ظنيا سريا في اطار الاعتداء علي رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وآخرين الذي وقع في 14 فبراير 2005. واكدت المحكمة الخاصة بلبنان ان القرار سيبقي سريا في هذه المرحلة .
