ضيق الاتحاد الاوروبي الخناق على سوريا اليوم الاثنين وفرض مجموعة جديدة من العقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد ودعا الاممالمتحدة الى التحرك لحماية المدنيين بعد ثمانية اشهر من سفك الدماء. وبدأ وزراء خارجية الاتحاد محادثاتهم في بروكسل بالاشادة بقرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها لعدم تطبيقها المبادرة العربية لإنهاء العنف الذي أودى بحياة 3500 شخص منذ منتصف مارس وحتى الآن، طبقا لإحصاءات الاممالمتحدة. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بروكسل: "آن الأوان اليوم لبحث كيف يمكننا توفير مزيد من الحماية للمدنيين وآمل ان ينتهي مجلس الامن الدولي الى اتخاذ هذا الموقف" مؤيدا بذلك مبادرة الجامعة العربية التي تحدثت عن بحث "آلية لحماية المدنيين". ودان جوبيه ما وصفه ب"التعنت الدموي لنظام دمشق". وقال وزير خارجية السويد إن من بين الخيارات لحماية المدنيين السوريين إرسال مراقبين من الاممالمتحدة. وبعد فترة قصيرة من بدء المحادثات، اتفق الوزراء على وضع 18 شخصا آخرين مرتبطين بأعمال القمع الدموية في سوريا على القائمة السوداء، وتجميد القروض التي قدمها بنك الاستثمار الاوروبي لدمشق. من ناحيته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "من المهم ان يدرس الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من الاجراءات، لقد اتخذنا إجراءات صارمة، وأعتقد أننا يمكن ان نضيف اليها". واشاد هيج بقيام الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، إلا انه تساءل ما إذا كان الوضع قد أصبح جاهزا للتدخل مع ارتفاع أعداد القتلى، وقال: إن الوضع في سوريا "يختلف عن الوضع" في ليبيا كما انه "اكثر تعقيدا" حيث لم تصدر الاممالمتحدة اي قرار يدعم اي تدخل. وقال هيج: إن تصويت كل من الصين وروسيا بالنقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي كان "خطأ مؤسفا للغاية"، إلا أنه دعا الى إجراء المزيد من المحادثات الدولية لوقف العنف في سوريا. من جانبها اعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون عن "قلق" الاتحاد الاوروبي على المدنيين في سوريا وتحدثت عن ضرورة البحث مع الجامعة العربية "ما يمكن القيام به لحماية المدنيين". لكنها اشارت الى اختلاف واضح بين الوضع في سوريا وذلك الذي كان سائدا في ليبيا عندما تقرر السماح بتدخل عسكري لحماية المدنيين هناك عبر قرار من مجلس الامن الدولي. من جهتها دعت الصين سوريا الى تطبيق الخطة العربية، بينما دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تعليق عضوية دمشق في الجماعة العربية ووصفه بأنه "غير صائب".