أشارت العديد من الصحف العالمية الكبرى إلى أن قرار الجامعة العربية وجه ضربة موجعة لهيبة سوريا الإقليمية، موضحة أنه لطالما اعتبرت دمشق نفسها محورا للسياسات العربية، والآن يبدو المسئولون السوريون ممزقين بين خيارين أولهما اعتبار قرار الجامعة "غير قانونى" والثانى عدم الامتثال لقرارات الجامعة بزعم أنها أداة تخدم المصالح الغربية، مؤكدة أن كلا من الممكلة العربية السعودية وقطر لعبتا دورا أساسيا في تحطيم الأسد. وأضافت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية: "أن قرار تركيا بإخلاء سفارتها فى دمشق والتنديدات التى صدرت عن عدة عواصم دولية بشأن الهجمات التى طالت سفارات عدة هناك يمهد لأسبوع "صاخب" ضمن يوميات الثورة السورية ضد نظام الأسد. وعلقت الصحيفة بالقول: "إن الهجمات التى طالت كلا من السفارتين القطرية والسعودية على وجه التحديد ذات دلالة واضحة، وهى أن كلا الدولتين قد لعبتا دورا محوريا فى الحملة الدولية ضد نظام الأسد حيث دفعت الجهود القطرية إلى اتخاذ الجامعة قرارها بتعليق عضوية سوريا فيما لعبت السعودية دورا بارزا فى الضغط على الدول التى أثرت دورا حياديا لها لكى تنضم إلى الحملة الدولية ضد الأسد بحسب ما أفادت بعض رموز المعارضة السورية". ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الواشنطن بوست) إلى خروج الآلاف من المتظاهرين الموالين لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى مدن سورية عدة منددين بقرار الجامعة العربية الذى بدوره فتح الباب أمام تصاعد وتيرة الضغوطات الدولية ضد نظام الأسد. وذكرت أن تلك التظاهرات أعقبها هجمات شنها داعمو الرئيس الأسد على العديد من السفارات الأجنبية داخل سوريا من بينها سفارة المملكة العربية السعودية والسفارات التركية والقطرية والفرنسية. وعلقت الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من ردود الفعل الغاضبة فى سوريا إلا أنها لم تفلح سوى فى تصعيد العزلة الدولية التى تواجهها البلاد حيث أدانت المملكة العربية السعودية ذلك الهجوم الذى استهدف سفارتها فيما شرع الجانب التركى بإخلاء مقر السفارة التركية فى دمشق من طواقمها الدبلوماسية الأساسية وذويهم. وأشارت إلى بيان الخارجية التركية أمس الذى استننكر ممارسات الحكومة السورية قائلا "إن موقف الحكومة السورية إنما يؤكد الحاجة إلى رد فعل دولى موحد إزاء التطورات الخطيرة التى تشهدها البلاد". على صعيد آخر، رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية دعوة دمشق إلى الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ فى أعقاب إعلان الأخيرة تعليق عضوية سوريا لديها وفرض عقوبات صارمة ضدها إنما هى لرغبة الرئيس السوري في تفادى الآثار التى قد تنجم عن ذلك القرار قبل أن يدخل حيز التنفيذ. ووصفت تحرك الجامعة بأنه فى غاية الأهمية على الصعيد الدولي لا سيما وأن كلا من الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فى أوروبا بذلتا جهودا مضنية فى سبيل إعداد آلية محكمة لردع مزيد من العنف الممارس فى سوريا دون التسبب فى انهيار الاستقرار بالمنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أن قرارات الجامعة ضد سوريا - التى تعد الثانية من نوعها فى تاريخ الجامعة - على الأرجح ستنجح فى تعزيز موقف الدول المناهضة للنظام هناك لكن وسط مخاوف من العواقب التى قد تنجم عن سقوط نظام الرئيس الأسد.