أكد زعماء دول منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا و المحيط الهادئ "أبيك" أن تحرير التبادل التجاري ضروري لإنعاش الاقتصاد العالمي. جاء ذلك في إعلان أصدره القادة في ختام قمتهم بمدينة هونولولو بهاواي مسقط رأس الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأكد زعماء ابيك أن اجتماعهم جاء في وقت يسود فيه الغموض بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي وهو ما عزز رغبتهم في تعزيز التعاون بين دولهم. وجاء في الإعلان أن دول المنطقة تقود حاليا جهود تحقيق نمو الاقتصاد العالمي في ضوء التقدم الذي حققته مؤخرا في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحرير التجارة. وقال مراقبون إن القمة حققت تقدما ملموسا باتجاه الاتفاق على إقامة المنطقة الحرة. وأعلنت 21 دولة حتى الآن استعدادها للانضمام إلى مشروع "الشراكة عبر المحيط الهادئ" وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة واليابان، القوتان الاقتصاديتان الاولى والثالثة في العالم على التوالي و كندا والمكسيك. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد في كلمة افتتاح القمة أن وجود منطقة حيوية وناجحة في آسيا والمحيط الهادئ يعتبر حاسماً بصورة مطلقة لازدهار الولاياتالمتحدة وأولوية قصوى لإدارته. وأضاف "نعتقد أنها أولوية مطلقة لأننا لن نتوصل إلى إعادة مواطنينا للعمل وتطوير اقتصادنا إذا لم تزدهر المنطقة، في حين أن النمو الاقتصادي لدى شريكنا الأوروبي متوقف". وقال أوباما إن الاجتماع يعتبر فرصة للعمل نحو الوصول إلى اقتصاد إقليمي متماسك. ومضى قائلا "لدينا اليوم فرصة التقدم نحو هدفنا المقبل ،اقتصاد إقليمي دون عقبات".وأضاف الرئيس الأمريكي أن القمة ستناقش وسائل التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي "لكي يكون أكثر متانة ودواما". إلا أن الرئيس الأمريكي أكد لزعماء ابيك ضرورة تحقيق التوازن في التبادل التجاري من خلال نمو اقتصادي متوازن وقابل للاستمرارية. وتعد هذه إشارة واضحة إلى تصاعد قلق واشنطن من تزايد عجز ميزانها التجاري مع الصين وهي إحدى قضايا الخلاف الرئيسية بين البلدين. وأضاف أوباما" قد حان وقت العمل، ما يقرب من ثلاثة مليارات مواطن يتطلعون إلينا لتحقيق التقارب بين اقتصادات بلادنا وزيادة الصادرات، وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثمارات التي تخلق مزيدا من الوظائف وتحقق النمو الاقتصادي. وفي ختام القمة قال أوباما في مؤتمر صحفي إن الصين لم تقم بما فيه "الكفاية" لرفع سعر اليوان رغم "التحسن الطفيف" الذي طرأ على قيمة العملة الصينية.