استطلع الآراء - مني أبوسكين - دعاء البادي - شيرين يحيي - ثناء عامر: كيف نحصل علي الحرية غير منقوصة، وفي نفس الوقت نتجنب الخراب والدمار الذي أصاب تونس بعد ثورتها العظيمة ضد بن علي، تلك هي المعادلة الصعبة في مصر.. معادلة يري البعض تحقيقها بعيد المنال بينما يؤكد آخرون أنه من الممكن تحقيقها وتحتاج فقط إلي إرادة سياسية ووعي بالظروف المحيطة من حولنا. السؤال الذي بحثنا عن احابته من خلال استطلاع آراء العديد من الشخصيات المصرية هو كيف تتجنب مصر ما حدث في تونس؟ الاجابات كلها كانت أشبه بالطرف الآخر من المعادلة.. الديمقراطية والإصلاح الحقيقي يبعدنا عن أي احتمالات لتكرار سيناريو تونس في جانبه الخاص بالانفلات الأمني والتخريب، وفي نفس الوقت تلك الاجابات هي الحل الشافي للحصول علي الحرية بدون خسائر في الممتلكات والأرواح. أحمد بهاء الدين شعبان: للاستبداد حدود أكد أحمد بهاء الدين، أحد مؤسسي حركة كفاية أن دروس ثورة تونس كثيرة فهي تؤكد أن للاستبداد حدوداً مهما زادت مستوياته، وانه لا يمكن لأي سلطة أن تعول علي استمرار حكمها لبلدها اعتماداً علي القوة المفرطة والعنف والعدوانية في مواجهة الشعب. وأضاف بهاء الدين أن »تخلي الدول الأوروبية عن استضافة »بن علي« رغم انه كان صديقاً لهم يعطي درساً لكل الحكام بضرورة أن يكون ولاؤهم الأول والاخير لشعوبهم لانه عندما تدق ساعة التغيير لن يكون هناك ملجأ يحميهم من غضب شعوبهم. السفير محمد بسيوني: احترام حقوق الإنسان وكرامته أرجع السفير محمد بسيوني، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بمجلس الشوري الثورة التونسية إلي اهمال حقوق الانسان وارتفاع الأسعار، وانتشار البطالة بصورة كبيرة، فضلا عن كبت الحريات والاستهانة بالكرامة الإنسانية وشدد بسيوني علي ضرورة احترام حقوق الشعوب وحرياته. المستشار محمود الخضيري: قصر مدد الرئاسة علي فترتين.. وإتاحة الفرصة للجميع أكد المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة أن ما شهدته تونس نهاية طبيعية لكل ديكتاتور ظالم لشعبه. وأشار الخضيري إلي ضرورة حدوث اصلاح حقيقي وقصر مدة الرئاسة في مصر علي فترتين فقط، واتاحة الفرصة لجميع القوي السياسية في دخول سباق الرئاسة في اطار واضح من الشفافية. جمال أسعد: تطبيق الديمقراطية الحقيقية وتقاسم خيرات البلاد وصف جمال أسعد عضو مجلس الشعب حادث تونس بأنه ثورة شعبية جماهيرية لا فضل لأحد عليها سواء أحزابًا أو نقابات. واعتبر أسعد الحادث من السوابق السياسية التاريخية في المنطقة العربية نتيجة كبت وانغلاق ديمقراطي فضلا عن المشاكل الداخلية ابتداء من البطالة والغلاء وانتشار الفساد خاصة لدي المسئولين والرئاسة، وأكد جمال أن العالم العربي تتشابه ظروفه لذا يجب علي الحكام المسئولين تجنب الاستبداد بالسلطة وفتح منافذ الديمقراطية وعدم انفراد الحزب الواحد بالحكم والعمل علي حل المشاكل الجماهيرية فضلا عن عدم اقتصار خيرات البلاد علي القلة الحاكمة دون النظر إلي الجماهير لتخطي مثل هذا الحادث والأخذ في الاعتبار حق الشعب. حافظ أبو سعدة: إعادة انتخابات الشعب وتعديل الدستور أكد حافظ أبو سعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان الاستبداد والفساد السبب الرئيسي وراء حادث تونس، اعتبر ابو سعدة تونس نموذجا للاستبداد حيث انفرد حزب التجمع الدستوري بالحكم وحول الاحزاب الاخري الي احزاب ورقية فضلا عن ضرب الاحزاب الحقيقية داخل الدولة، واضاف ان انتشار الفساد اضاع الحقوق والحريات. واكد ابو سعدة انه يجب علي مصر ان تضع حادث تونس امامها وعليها تجنبه من خلال الاصلاحات السياسية بشكل كبير، واضاف يجب حل المجلس القائم علي 99٪ حزب وطني، لأن الدكتور والقانون يؤكدان بطلانه لاحتقان اعضائه للثورة والنفوذ في وقت واحد لذا يجب اعادة صياغة الحكم، ولابد من التحرك السياسي الفوري ابتداء من تعديل الدستور واعادة الانتخابات بطريقة عادلة وعدم استبعاد الاحزاب المعارضة بحجج واهية واختيار الرئيس بانتخابات حقيقية. د. صفوت العالم: انظروا لحقوق الشعب قبل فوات الأوان أكد الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة أن ما حدث في تونس نتيجة طبيعية للاستبدادية ورسالة موجهة للدول العربية لمكافحة الغلاء وعدم مصادرة الآراء. وأضاف أن الانظمة العربية يجب أن تتخلي عن قبضتها الحديدية وتضع الاختيار للشعب، لذا يجب أن تستفيد الدول العربية مما حدث في تونس خاصة أن الانتفاضة بدأت تصل إلي الاردن والجزائر، لذا يجب إدراكها وفي مصر يجب التفكير بشكل جدي في معاناة الشعب من الغلاء والظلم قبل فوات الاوان. د. شوقي السيد: التوقف عن سياسة المسكنات أكد الدكتور شوقي السيد، عضو مجلس الشوري السابق أن الثورة التونسية أثبتت قوة الإرادة الشعبية، وقدرتها علي تحقيق مطالبها، وشدد السيد علي ضرورة التفاهم والحوار مع الشعوب والتوقف عن الحلول الفوقية والمسكنات والشعارات الزائفة التي لم تعد تجدي في ظل غياب الحرية والديمقراطية، فضلا عن ضرورة المكاشفة والشفافية في كل القرارات والقوانين وكذلك العمل علي حد من الفساد ومحاربته بجميع السبل، وأكد السيد ضرورة الاستقواء بالإرادة الشعبية لأنها هي القادرة علي تهيئة مناخ آمن. د. عمرو الشوبكي: محاربة الفساد ونشر الحريات العامة اكد الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضرورة تعميق الديمقراطية ومبادئ الشفافية ومحاربة الفساد، مشيراً إلي خطورة تجاهل الثورة التونسية. وأضاف الشوبكي: الثورة التونسية أكدت انه لا يمكن لأي نظام استبدادي مهما كانت قسوته الاستمرار في طغيانه إلي ما لا نهاية، مشيراً إلي ان النظام التونسي كان من أكثر النظم شراسة وفساداً، وأن نهاية الظلم دائما مأساوية ولفت الشوبكي الي خصوصية واختلاف الوضع في مصر، نتيجة وجود قدر من التنفيس السياسي والاجتماعي مما يقلل من احتمالات حدوث احتقان واسع علي غرار تونس. د. عمرو هاشم ربيع: الإصلاح الحقيقي يجنبنا ما حدث أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن اهم الدروس المستفادة من أحداث تونس تتمثل في ادراك النخب الحاكمة في بلدان العالم الثالث أن من يراهن علي صبر المواطن عليه أن يشاهد قدرة الشعب التونسي بالتغيير في 28 يوماً، ومن يراهن علي قوة الأمن أن يري تصافح أهالي تونس لهم ليدركوا مدي الأزمة التي وقع فيها الرئيس التونسي عندما رفضت الدول أن تستقبله ومر عليه 3 ساعات وكأنه الدهر كله. وأضاف ربيع أن هؤلاء النخب لابد أن يدركوا أن المساعدات والقوي الخارجية تبتعد عنهم عندما تثور الشعوب ولها في فرنسا مع تونس أبرز الدلائل، ومصر عليها من الآن اتخاذ خطوات جادة نحو الاصلاح السياسي لتجنب هذا المصير. سكينة فؤاد: الشعوب لم تمت.. ويجب تحقيق مطالبها أكدت الكاتبة سكينة فؤاد، أن الثورة التونسية أعطت العديد من الرسائل، من أهمها أن الشعوب العربية لم تمت كما اعتقد الصهاينة وأن حالة الرعب والفزع والعيش كجرذان بسبب القمع الذي انتهجه الحكام العرب، انتهت بل انقلبت عليهم. وأكدت فؤاد أن تلك الثورة تؤكد أن المعارضة ليست ديكوراً، وإنما تستدعي وتظهر قوتها وقت الأزمات لكنها لابد أن تكون من صلب البنية الأساسية والمؤسسية لإدارة الوطن. وتابعت فؤاد: انتهي زمن النظم الأبدية الديكتاتورية التي تسعي لتوريث أبنائها، ولم يعد أمام الحكام سوي تحقيق الديمقراطية والاستجابة لمطالب الشعب. صلاح عيسي: وقف مصادرة الحريات وحل مشكلة البطالة وصف الكاتب صلاح عيسي نظام الحكم التونسي أيام بن علي بالحكم السلطوي الكامل الذي ظل يحكم بطريقة الستينيات والسبعينيات التي لم تعد مقبولة الآن بعد وصول الشعوب لدرجة من الوعي بحقوقها. وأضاف أن ما حدث ضوء أحمر للدول العربية لوقف مصادرة الحريات لأن الديمقراطية أصبحت قدراً علي الأنظمة والشعوب، فلابد للنظام أن يدرك أن البطالة وارتفاع الأسعار يمكن أن يولدا انفجارا داخليا لا يستطيع النظام ردعه. ضياء رشوان: أنصح النظام بالبحث في أسباب ثورة تونس حذر الدكتور ضياء رشوان رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية النظام السياسي المصري من أحداث تونس، وأضاف رشوان أن أحداث تونس تكشف مدي قدرة الشعب علي التغيير، فلأول مرة في تاريخ العالم العربي منذ 70 عاماً يقوم الشعب بتغيير الحاكم بطرق سلمية بدون تدخلات سياسية، وهو ما يمثل إنذارا شديد اللهجة للنظم الاستبدادية. وطالب رشوان النظام المصري بضرورة البحث عن أهم الأسباب التي أدت إلي إثارة الشعب التونسي وتظاهره ضد النظام حتي يتجنب حدوثه في مصر، مشيرا إلي أن الفساد له حدود ولا ينتهي إلا بالفشل. مهدي عاكف: الحكام العرب عليهم الاستماع لرأي العقلاء لنبتعد عن الثورة دعا مهدي عاكف- المرشد السابق لجماعة الاخوان المسلمين- إلي ضرورة انصات الحكام المستبدين في الدول العربية والاسلامية الي عقلاء بلادهم وأهل الفكر والرأي حتي لا يتكرر ما حدث في تونس ويعرضوا بلادهم إلي ثورة عشوائية، وقال: »الشعوب ستثور علي الظلم والفساد ان آجلا أو عاجلا«. ووصف عاكف الانتفاضة التونسية بالحركة الطيبة والنموذج الأمثل لثورة الشعوب علي الظلم والاستبداد، وأضاف »أشكر التوانسة علي طرد المستبد من بلادهم«.
