رمضان ليس مجرد شهر يعبر من الهلال إلى الهلال ويمضي دون أثر.. رمضان هديّة من الرحمن.. شمس تشرق في الحياة، لتتوهج عبرها قناديل القلوب بنور آسر عجيب.. فماذا أعددنا لهذا الضيف الكريم؟ لا يستوي - والله - من لا يتجاوز اهتمامه وتفكيره في استقبال رمضان شراء الحاجيات وتكديس الأطعمة الرمضانية، ومن يجعل جل اهتمامه غذاء الروح والتفكير في تطهير وتزكية النفس والإقبال على الله تعالى في هذا الشهر المبارك . وبهذه الخطوات الخمسة عشر ، يستطيع المؤمن أن يستعد لهذا الشهر الكريم وهي: 1- الدعاء: ندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك، فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم، ندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم. 2- المبادرة إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها، وكثرة الاستغفار، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)[ التحريم: 8 ]. 3- تعلم ما لابد منه من فقه الصيام، أحكامه وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فِطر وغيرها، قال رسول الله: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)[رواه ابن ماجه، وصححه الألباني] 4- عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وتحري أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجراً، قال تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ)[محمد:21]، وقال جل وعلا: (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً َ)[التوبة: 46]. 5- استحضار أن رمضان كما وصفه الله "أيام معدودات"، سرعان ما يولي، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضاً، ويبقى الأجر، وشَرْحُ الصدر، فإن فرط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تبعاتها وأوزارها . 6- الاستعداد السلوكي بالأخلاق الحميدة جميعها والبعد عن الأخلاق الذميمة جميعها، ويمكن أيضا القراءة في كتب السلوك و سؤال أصحاب الأخلاق الحميدة النصيحة لهم، قال : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)[رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]. 7- سلامة الصدر مع المسلمين: وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء كما قال رسول الله : (إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن)[رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني]، وسُئِل ابن مسعود: كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان؟ قال: (ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم). 8- صيام شعبان استعداداً لرمضان، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان)[رواه البخاري ومسلم]. وعن اسامة بن زيد أنه قال: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟! فقال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)[رواه النسائي وحسنه الألباني] 9- تلاوة القرآن الكريم: فإن رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من تلاوته وحفظه، وتدبره، وعرضه على من أقرأ منه، قال النبي: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)[السلسلة الصحيحة: 3327]. 10- الصدقة: قال ابن عباس: (كان (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ولا يُسأل شيئاً إلا أعطاه)[رواه البخاري ومسلم] ومن صور الصدقة إطعام الطعام ، وتفطير الصوام ، قال (صلى الله عليه وسلم): (من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا يُنْقِصُ من أجر الصائم شيئاً)[رواه الترمذي، وصححه الألباني]، فإن عجز فتمرة أو شربة ماء أو لبن، قال : (اتقوا النار، ولو بشق تمرة)[رواه البخاري ومسلم]، وقال : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفيء غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر)[حسنه الألباني] ونفقتك على أهلك صدقات تُدخر لك، قال : (إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس)[رواه مسلم]. 11- المكث في المسجد بعد صلاة الفجر: فقد كان (صلى الله عليه وسلم) إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، وقال (صلى الله عليه وسلم): (من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)[رواه الترمذي وحسنه الألباني]. وقد يُحرم المرء من هذه السُّنَّة الجليلة لإفراطه في السهر أو السمر بعد العشاء. 12- المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد: والاجتهاد في تطبيق قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):: (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق)[رواه الترمذي وحسنة الألباني]. قال سعيد بن المسيب: (من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة؛ فقد ملأ البر والبحر عبادةً). 13- الإكثار من النوافل بعد الفرائض: كالسُّنن القبلية والبعدية، وصلاة التسبيح، والضحى، والذكر والاستغفار، والدعاء خصوصاً في أوقات الإجابة، وعند الإفطار، وفي ثلث الليل الآخر، وفي الأسحار، وساعة الإجابة يوم الجمعة . 14- اشترِ بعض المواد الغذائية للشهر بكامله إن استطعت وتفرغ لعبادة ربك ولا تنس نصيبك من الدنيا. 15- حاول أن تشترِ حاجيات العيد من هذه الأيام أو في بداية رمضان حتى لا تنشغل بها عن الطاعة في رمضان