أوضحت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن الاحتجاجات في أوروبا قد تفاقمت بشدة مؤخرا حتى احتلت العديد من العواصم الأوروبية، مشيرة إلى أن الشباب الأوروبيين قد تحولوا من جيل غير مبال إلى جيل ساخط ومستاء من حكوماتهم التى لا تتخذ التدابير السريعة اللازمة لإخراج البلاد من الأزمات. وذكرت الصحيفة أن إسبانيا واليونان وإيطاليا هم من بين الدول الأوروبية التي تواجه أكبر عجز مال هائل، وعليها فقد قامت الحكومات بخفض نفقات الخدمات الأساسية مثل المدارس والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية، حتى أصبح الشباب في أوروبا يواجهون مستقبلا قاتمًا ويلقون بظلال من الشك في هويتهم الأوروبية. ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات جزءا من حركة عالمية متزايدة بين الشباب فى جميع أنحاء العالم اعتراضا على عدم قدرة الاقتصاديات على خلق فرص العمل واعتراضا منهم على لامبالاة السياسيين والعجز عن اتخاذ التدابير الكافية لحماية المواطنين. وأضافت الصحيفة أن الشباب فى إسبانيا محبطون تماما بسبب الأوضاع في أوروبا عامة وإسبانيا خاصة، فالأزمة تشمل السياسيين والبنوك والنظام الحكومي وحتى حياتهم المعيشية نفسها، كل ذلك واقع في ورطة ويعاني من المشاكل وبحاجة ماسة إلى التغيير، فضلا عن أن معدل البطالة للشباب في إسبانيا ارتفع إلى نسبة 44%. وقالت الصحيفة إن الحكومة الإسبانية مثل الحكومات في جميع أنحاء أوروبا تلتزم بنموذج الليبرالية الجديدة التي تؤكد على خفض العجز واستخدام الضرائب لدعم البنوك، في حالة من التجاهل لسخط الشارع، وسياسات تحفيز النمو، ولكنها تنظر إلى التقشف بأنه الإجابة السائدة عند السؤال عن تكاليف الديون المتصاعدة في البلاد، في حين أنه إجراء غير مقنع أو مقبول لدى جيل من الشباب المتعلم والعاطل، وفقا للصحيفة.