رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم السبت أن أي تدخل عسكري لا يخل من مخاطر أخلاقية لكن ما قام به حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يمكن أن يطلق عليه فشل كارثي. وأوضحت الصحيفة أن طريقة إعدام العقيد الليبي السابق معمر القذافي وبعض جنوده الأسرى في سرت تعد نوعا من أنواع الفظائع التي سعى الناتو لمنعها. وقالت إن ما حدث على أرض الواقع يقوض شرعية التدخل العسكري لأن القول إن القذافي وأنصاره ارتكبوا نفس الفظائع ليس حجة كافية تتيح استخدام العنف والوحشية. وأضافت أن هذا الأمر ينتهك القانون الإنساني الذي يشمل الجميع بمن فيهم أولئك الذين انتهكوه ولذلك لا يمكن التعامل مع الأحداث على نمط إرضاء للسياسيين الغربيين. ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى الجرائم المرتكبة في سرت، واصفة إياها بأنها أصغر حجما مقارنة بما كان يمكن أن يحدث لو أن قوات القذافي اجتاحت مدينة بنغازي معقل المعارضة الليبية في مارس الماضي. ومضت الصحيفة في قولها إن استعداد المجلس الوطني الانتقالي للتحقيق في التقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وجلب المدانين للعدالة يفتح آفاقا جديدة في ليبيا. غير أن الصحيفة نوهت إلى أنه في حال فشل السلطات الليبية الجديدة في التصرف بسبب ضعفها أو مراعاة للمصالح السياسية، فمن المتوقع أن تتدخل المحكمة الجنائية الدولية في الأمر وتجري تحقيقاتها بموجب التفويض المخول من مجلس الأمن الدولي.