شن كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، هجوما عنيفا على رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو لإهداره فرص التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين واصفا تهميش السلطة الفلسطينية بأنه "خطير وأحمق". وتحت عنوان "عشنا سبع سنوات من الهدوء لكن بدون إجراء محادثات" بصحيفة الإندبندنت أكد دوف ويسجلاس الذي كان مستشارا سياسيا واسع التأثير في عهد شارون خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ان توقيت اتفاق تبادل الأسرى مقصود منه معاقبته بسبب مساعيه الشهر الماضي لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة . وتابع "إن صفقة تبادل الأسرى مع حماس أوشكت أن توجه الضربة القاضية إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كما أنها عززت حظوظ حركة حماس التي تحكم قطاع غزة". ونقلت الصحيفة عن ويسجلاس قوله: " أظن أن اتصاله بالأممالمتحدة خطأ...لكنني أفضل المقاومة الفلسطينية بالطرق الدبلوماسية على الوسائل الأخرى. السلطة الفلسطينية اليوم هي شيء حلمنا به قبل عشر سنوات مضت". ووصفت الصحيفة تصريحات ويسجلاس بأنها أعنف هجوم يتعرض له نتنياهو، واضاف: " إن في مصلحة إسرائيل عدم التخلص من عباس بصفته أفضل شريك في عملية السلام حصلت عليه إسرائيل منذ إنشائها." وأشارت الصحيفة الى أن عباس الذي قام بالكثير لإعادة القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية منذ وفاة الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات قبل سبع سنوات . وتحدث ويسجلاس عن شارون قائلا: " إن الرجل قال إنه سيستأنف محادثات السلام بعد سبعة أيام من الهدوء. الآن مرت سبع سنوات من الهدوء وليس سبعة أيام"، فيما قالت الصحيفة إن شارون رغم تشدده كان مستعدا لتقديم تنازلات صعبة قبل أن يتعرض لسكتة دماغية عام 2006، وأضاف ويسجلاس قائلا إن عباس ورئيس وزرائه سلام فياض الذي تعلم في الغرب حاولا "إيقاف الإرهاب وإقناع الفلسطينيين بالتخلي عن العنف " متابعا: " إسرائيل قامت بجهود كبيرة لكن الجهود الفلسطينية لها دور كبير أيضا. فالحكومة الفلسطينية الحالية هي الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل". وحذر المستشار السابق من أن الهدوء الحالي هش، مضيفا أن قائدا لا يستطيع اتخاذ قرارات شجاعة سينتهي إلى "تبني وضع أكثر تشددا" ويظهر مرونة أقل ما يمهد الطريق لتجدد العنف. وتختم الصحيفة قائلة:" إن الجيش الإسرائيلي الذي يخشى من انهيار السلطة الفلسطينية بشكل كامل حتى لا يتحمل مسئولية الأمن في الضفة الغربية رفع صوته مطالبا نتنياهو بتقوية السلطة الفلسطينية سواء بإطلاق سجناء مرتبطين بحركة فتح أو بنقل مزيد من الأراضي إلى السيادة الفلسطينية في الضفة. لكن هذه المطالبات لم تجد آذانا صاغية داخل الحكومة الإسرائيلية. مشيرة الى ان افيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي القومي المتطرف ادعى هذا الأسبوع أن عباس هو "العقبة الكبرى" للسلام في الشرق الأوسط في محاولة لتقويض إسرائيل دوليا في الأممالمتحدة، واعتبرت الصحيفة ان استقالة ليبرمان ستكون "نعمة". يذكر ان المحامي دوف ويسجلاس كان صديق ارييل شارون منذ عام 1983 واستعان شارون به في الحكومة منذ عام (2001-06) ، وكان اليد اليمنى لشارون حتى إصابته بالسكتة الدماغية عام 2006.