فى الوقت الذى تستعد فيه السعودية لتشييع جثمان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد، كما هو مقرر غدا الثلاثاء، بدأ الحديث عن ولى العهد الجديد المحتمل الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الحالى. فقد كتب "ريتشارد سبنسر" مراسل الشرق الأوسط فى صحيفة " ديلى تلجراف" أن تعيين الأمير نايف المعروف بتشدده ومواقفه من الدعوات الإصلاحية وتصنيفه على أنه من المحافظين فى منصب ولى العهد الجديد، قد يحدث ردود فعل شعبية غير مرغوبة للعائلة المالكة. ونقل المراسل عن "محمد القحطانى" رئيس جمعية الحقوق المدنية والسياسية فى السعودية أنه على العائلة المالكة أن تعيّن شخصا يساعد فى المضى قدما نحو الإصلاحات، والأمير نايف ليس لديه هذه المؤهلات، وإذا تم تعيين شخص معروف بمواقفه المتشددة من الإصلاحات، فإن العائلة المالكة ستخسر، حيث لأن ذلك قد يؤدى إلى حالة من الاستياء الشعبى. والمعروف أن الأمير نايف له موقف متشدد من الإصلاحات الليبرالية والسماح للمرأة بالتصويت فى الانتخابات، كما أنه قاد حملة واسعة ضد المعارضين فى بداية انطلاق الربيع العريى أوائل العام الحالى. ونجحت المملكة فى منع أى محاولة احتجاجية أو تنظيم مظاهرات فى الأراضى السعودية، وفى الوقت الذى أيدت فيه السعودية التدخل العسكرى الغربى فى ليبيا، كان لها موقفها الرافض للثورات التى انطلقت فى تونس ومصر، نظرا للعلاقة الحميمة التى تجمع حكام السعودية مع الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك والرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على . ورغم الإصلاحات المحدودة التى أقرها الملك عبدالله عاهل السعودية مثل السماح للمرأة بالتصويت فى الانتخابات المحلية بدءا من عام 2015 وتعيينها فى مجلس الشورى، إلا أنه رفض أى حديث عن الملكية الدستورية، كما أن السعودية تحركت ضد الانتفاضة الشعبية فى البحرين. ونقلت الصحيفة عن "تيودور كاراسكى" مدير الأبحاث فى معهد الشرق الأقصى ومحلل الشئون العسكرية الخليجية، أن الربيع العربى دعم قبضة الأمير نايف، خصوصا فى ظل تنامى المخاوف من الدعوات الشعبية لإزاحة العائلة المالكة من الحكم. ولكن يبدو أن ذلك لن يحدث، فالملوك باقون وسيدافعون عن أنفسهم . ورغم أن تعيين خليفة للأمير سلطان قد ينتظر حتى انتهاء فترة الحداد، إلا أنه ليس هناك شكوك فى أن الملك عبدالله، الذى أسس مجلس الولاء لتعيين الحكام فى المستقبل، سيعيّن الأمير نايف وليا للعهد، وخصوصا أنه هو الذى دعم نفوذ الأمير نايف وأوصله إلى موقعه الحالى قبل عامين. والسؤال الثانى هل سيحتفظ الأمير نايف بكل الوظائف التى كان يشغلها الأمير سلطان، بما فى ذلك وزارة الدفاع، أو أنه سيتم منح وزارة الدفاع إلى أحد ابنى الأمير سلطان، الأمير خالد أو الأمير بندر وذلك لإحداث التوازن فى توزيع المناصب بين أقطاب الأسرة الحاكمة. فى الوقت نفسه أكد وزير الدفاع الأمريكى " ليون بانيتا" أن الولاياتالمتحدة ليس لديها أى مخاوف من الانتقال الآمن للمناصب فى السعودية وأن العلاقات بين البلدين لن تتأثر.