طالب العشرات من كبار علماء الآثار في العالم السلطات الإسرائيلية بالتوقف فورًا عن أعمال بناء متحف إسرائيلي على مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التاريخية بالقدس واحتجوا على المساس بالمقبرة. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين إن 84 عالم آثار من مراكز أبحاث وجامعات عالمية وقعوا على مذكرة طالبت إسرائيل بوقف بناء متحف التسامح على مقبرة مأمن الله في القدس. وذكرت الصحيفة أن علماء الآثار أرسلوا برسائل إلى مركز "فايز نطال" وبلدية القدس ودائرة الآثار في إسرائيل، يُطالبون فيها بوقف أعمال البناء على أنقاض المقبرة الإسلامية لأن عملية البناء تتعارض مع المعايير لعلم الآثار وتتعارض مع القانون الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن عالم الآثار هاربي فايس من جامعة ييل الأمريكية القول: "تخريب مقبرة "مأمن الله" هى مأساة ثقافية وتاريخية"، في حين قال عالم الآثار الإسرائيلي يونتنان مزراحي الذي يعارض إقامة المتحف على أرض المقبرة، إنه وبعد قيام الحكومة ومن خلال المحاكم بإقرار البناء توجه علماء الآثار إلى الضغط على الممولين الأمريكيين لإقامة المتحف. وكان علماء الآثار قد توجهوا إلى اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة للتدخل لمنع إقامة المتحف. يُذكر أن مقبرة "مأمن الله" والتي يسميها البعض "ماملا" - بمعنى ماء من الله أو بركة من الله – تقع غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد 2 كيلومتر من باب الخليل، وهى من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس وأقدم مقابر القدس عهدا وأوسعها حجما وأكبرها شهرة وتقدر مساحتها ب"200 دونم" - الدونم ألف متر مربع-. وحسب المركز الفلسطيني للاعلام فإن المقبرة عسكر فيها صلاح الدين الأيوبي يوم جاء ليسترد القدس وعندما حرر القدس أمر بدفن من استشهدوا في المعارك في المقبرة، وتوالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والحكام من المدينة؛ ويضيف أن مقبرة "مأمن الله" تأوي رفات أكثر من 70 ألفا بين شهيد وعالم وزاهد.