كان شباب مدن القناة وسيناء يتتبعون أخبار العمليات الفدائية ويتعطشون للمشاركة بفاعلية اكبر في المهمات المقدسة ولم يكن الأمر خفيا علي القيادتين السياسية والعسكرية, وأصبح الواقع يطرح السؤال بإلحاح "لماذا لا ينشأ وعاء ينتظم فيه أبناء القناة وسيناء لمقاومة العدو علي الضفة الشرقية؟". وقامت القيادة العسكرية بالتيقن من صدق وصلابة هؤلاء الشباب, وتجمع العشرات في السويس وبدأوا التدريب علي أيدي رجال من القوات المسلحة منهم الرائد "حسين دراز" والضابط "شبايك" واللواء "مختار حسين الفار"، وكان موقع التدريب الدائم في منطقة "بير عديب" علي الساحل الغربي لخليج السويس، الذي أصبح الآن محاطاً بشاليهات تساوي ملايين الجنيهات, وكان التوجيه الأساسي هو الحفاظ علي "السرية" . ومنذ إعلان الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" عن قيام "منظمة سيناء العربية" لم تتوقف التدريبات الشاقة والعمليات خلف خطوط العدو لهؤلاء الرجال حتي وقف إطلاق النار حسب مبادرة "روجرز" وزير الخارجية الأمريكي في خريف 1970 لكن أعمالهم الاستطلاعية ومهام التدريب استمرت. وقد قامت هذه المنظمة العظيمة بالمئات من العمليات الفدائية ضد العدو فى شرق القناة وكبدته الكثير من الخسائر فى المعدات والأرواح وذلك طوال حرب الاستنزاف ويكفى أن أبطال منظمة سيناء العربية كانوا أصحاب أول هجوم فى وضح النهار ضد الصهاينة وأثبتوا بهذه المهمة كذب الادعاء الصهيونى بالجندى الذى لا يهزم حيث أظهروا الجبن والذعر . وكان العدو الصهيوني يعرف هؤلاء الأبطال وأسماءهم جيدا فى إسرائيل وبعضهم كان مطلوب رأسه فى تل أبيب بسبب تنفيذهم عمليات فدائية ضد جيش الاحتلال وبعد أكتوبر 1973 كرمتهم الدولة ومنحهم الرئيس محمد أنور السادات نوط الامتياز من الدرجة الأولى لمساهمتهم فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد وتعاونهم مع الجيش المصرى, وفى عام 1987 تم إشهار جمعية تمثلهم باسم جمعية مجاهدي سيناء. وتضم منظمة سيناء العربية عددا كبيرا من الفدائيين منهم فدائي محمود عواد قائد مجموعة منظمة سيناء العربية و فدائي أحمد عطيفي و محمد سرحان و عبد المنعم خالد وعبد المنعم قناوي الذين سجلوا بطولات رائعة في مواجهة العدو وإمداد القوات المسلحة بأخبار مهمة عن تحركاته واستعداداته . الفدائي عبد المنعم قناوي الفدائي عبد المنعم قناوي من مواليد 21 فبراير عام 1945 من حي الاربعين بالسويس حصل علي الثانوية العامة، بدأ مشواره مع المقاومة خلال حرب الاستنزاف بين 1967 و1973 و تم ترشيحه للقيام بمهمة فدائية سرية خاصة داخل سيناء بدون سلاح وكانت المهمة هي استطلاع تحركات العدو بدقة، وتعددت مهمات قناوي في سيناء حيث كان يحمل معداته وآلة التصوير وجهاز اللاسلكي الذي كان يستخدمه لبث الرسائل بعد سماع النداء المتفق عليه من إذاعة صوت العرب عقب كل نشرة. كما ظل أكثر من 100 يوم فوق جبل عتاقة بدون طعام أو شراب يراقب الإسرائيليين أثناء محاولة اقتحامهم للسويس ومحاصرتهم للجيش الثالث الميداني . فكان سببا فى إنقاذ الجيش الثالث الميدانى بأكمله من دمار محقق، وقت 6 أكتوبر، فقد ظل قناوي فى دروب الجبل مائة يوم، فى ظروف وعرة، منها أنه كان معه وعاء ماء واحد، وجهاز لاسلكى لايمكن أن يستخدم فى كل وقت، بسبب مرور طائرات العدو، التى كان يمكنها العثور عليه، وبعد عدة أيام نفذت "زمزمية" الماء، ولم يبق أمامه إلا قطرات الندى بالإضافة إلى وجوده فى إحدى الحفر ببطانية خفيفة، لاتمنع البرد القارس عنه، حتى أن أصابعه كانت تتجمد مرات عديدة، وكانت لقاءاته المتعددة مع الأخطار، أكثر من لقاءاته مع أبطال الصاعقة المصرية أعلى الجبل, ورغم كل هذا، صمد وظل يستطلع قوات الأعداء فوق هذه الجبال. وقد اصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرارا في يونيو الماضي بعلاج عبد المنعم قناوي بطل المقاومة الشعبية في حرب 1973 بالسويس، علي نفقة القوات المسلحة في القاهرة, وأعرب قناوي عن سعادته بسبب الاهتمام الذي حظي به من جانب قيادات القوات المسلحة والجيش الثالث الميداني، ووجه الشكر إلي المشير محمد حسين طنطاوي ومحافظ السويس اللواء محمد عبد المنعم الذي قام بإجراء اتصالات سريعة فور علمه بمرضه، وأمر بنقله إلي مستشفي المعادي العسكري . فيديوهات أبطال منظمة سيناء العربية: ;feature=player_detailpage http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=UrPQgejTQuA http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=-b3vDLASDr8 http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=ySzWgCNUQ44