حذر راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية التي يتوقع أن تحقق أفضل نتيجة فى انتخابات المجلس التأسيسى الأحد المقبل بتونس، اليوم الأربعاء من "الالتفاف" على الديمقراطية أو "التلاعب" بنتائج الانتخابات. وقال خلال مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن احتمال التحالف ضد حزبه في المجلس التأسيسي "يمكن أن تجتمع الأحزاب الصغيرة ضد الحزب الأكثر أصواتا وبالتالي سيكون التفاف على الديموقراطية. وأضاف "هناك أطراف تعمل على هدم مشروع النهضة والهدم لا يصنع شيئا، نحن ركزنا على التعريف بانفسنا وهم ركزوا" على انتقاد الآخرين. وتابع "هناك احتمال تلاعب بنتائج الانتخابات، وإذا زيفت الانتخابات بشكل فاجر سننضم إلى قوى وحراس الثورة الذين اطاحوا ببن علي والحكومتين الأولى والثانية" بقيادة محمد الغنوشي، آخر رئيس وزراء في عهد بن علي، مضيفا "نحن مستعدون لإسقاط عشر حكومات اذا اقتضى الامر. غير أن الغنوشي شدد في المقابل على أهمية الانتخابات التاريخية في تونس وعلى التوجه "التصالحي" لحزبه واستعداده لتشكيل "حكومة وطنية". وقال في هذا السياق إن "تونس على مشارف أهم انتخابات، ستكون أول انتخابات عربية حقيقية ونرجو إلا يكون فيها أي اقصاء لكل المشاركين. وشدد على أن "تونس المستقبل تحتاج إلى الجميع وحزب واحد لا يستطيع النهوض بالبلاد" مضيفا "نحن نسعى الى الوفاق الوطني في تشكيل حكومة تشترك فيها كل الأطراف والكفاءات التونسية التي انتجتها الإدارة التونسية بقطع النظر عن قناعاتها الايديولوجية. وأكد "أننا مستعدون لقيادة حكومة وطنية اذا منحنا الشعب الثقة" مضيفا "نحن مع مصالحة تطوي صفحة آلام الماضي وتعوض ما يمكن تعويضه للناس دون نية انتقام، نحن أكثر من نالهم القمع لكننا قادمون بروح اصلاحية تصالحية وليس انتقامية". وتشهد تونس الأحد المقبل انتخابات تاريخية لاختيار أعضاء مجلس تاسيسي تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة وتتمثل مهمتهم الاساسية في وضع دستور جديد ل"الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس المستقلة.