أكد رئيس أركان القوات البحرية الأميركية الأميرال جوناثان جرينرت اليوم الأربعاء أن منطقة آسيا-المحيط الهادئ مدعوة لتصبح الأولوية الاستراتيجية للبحرية الأميركية التي سيتعين عليها أن تتكيف مع اقتطاعات متوقعة في ميزانيتها. ورأى العديد من المراقبين أنه بما أن البحرية الأميركية حاضرة بقوة في المحيط الهادئ لتأمين حرية الملاحة ومواجهة تنامي قوة دول مثل الصين، ينبغي أن تكون المنطقة في صلب الاستراتيجية الأميركية في السنوات المقبلة. وقال الأميرال جرينرت في مؤتمر عبر الهاتف مع بعض الصحفيين بينهم، إن "آسيا ستكون بكل وضوح أولوية وسيتعين علينا بالنتيجة تصويب عملياتنا". واليوم مع وجود حاملتي الطائرات يو اس اس كيتي ويو اس اس جورج - واشنطن، هناك حاملة طائرات مع ما يواكبها بشكل دائم في مياه المحيط الهادئ، فيما كانت حاملة طائرة واحدة في المنطقة قبل عشر سنوات ولم تكن جاهزة سوى 70% من الوقت كما ذكر الأميرال. ورأى أن الوسائل ستكون متوافرة لتلبية الحاجات الاستراتيجية الجديدة في آسيا، ولكن ينبغي ايضا الحفاظ على وجود في المناطق الحساسة الأخرى في العالم. وأوضح "ان لم نكن حاضرين في بعض مناطق العالم، عندئذ يمكن ان تتفاقم الامور وتصبح المشكلة اكثر خطورة بعد ذلك". لكن المشكلة تكمن في ان البحرية تملك سفنا اقل (285 مقابل 316) وموظفين اقل (325 الفا مقابل 360 الفا) مما كان عليه الأمر في العام 2001 في حين تسارعت الوتيرة العملانية خلال تلك الفترة. وقد تتراجع اعتمادات البحرية الاميركية بسبب اقتطاعات مرتقبة في البنتاجون. ولا يستبعد بعض المحللين مثل الجنرال السابق ديفيد بارنو الخبير في مركز الامن الاميركي الجديد التخلي عن 11 حاملة طائرات اميركية على سبيل المثال. وقال الأميرال جرينرت "كل شيء مطروح" موضحا ان "المداولات لا تزال جارية". واضاف "نعد استراتيجية دفاعية قادرة على ان تندرج في اطار الاستراتيجية العسكرية المستقبلية عندما تتخذ القرارات المتعلقة بالميزانية". وبدون انتظار الاقتطاعات في الميزانية لا بد من ايجاد "طرق مستحدثة" للتوفير في رأي الاميرال جرينرت. واوضح ان احدى هذه الطرق هي "العمل الاستباقي" عبر تموضع سفن في مواقع اقرب من مناطق الازمات بدلا من الولاياتالمتحدة ما يسمح بتوفير الوقت والوقود والسفن والطواقم. وهكذا، تمركزت سفن في مرفأ يوكوزوكا الياباني وابرم اتفاق مطلع اكتوبر مع اسبانيا لتموضع اربع مدمرات اميركية في قاعدة روتا العسكرية البحرية بجنوب إسبانيا.