تشهد مخيمات اللاجئين السوريين في ولاية هطاي التركية سباقاً وتنافساً على الأفضلية بين الملوخية السورية والسبانخ التركية. ويفضل اللاجئون السوريون في مخيمات تركيا المطبخ الشامي على المطبخ التركي بعد شهور من الإقامة في تركيا، وربما يعتادُ المرءُ على العيش في خيمةٍ وقد يتأقلمُ مع مرارةِ الحياة وعدمِ الاستقرار، لكنْ من الصعبِ عليهِ جعل المرارة والتشتت جُزءاً طبيعياً من حياته لم يعتد اللاجئون السوريون لا هذا ولا ذاك من مرارة العيش، وهم في حنين دائم لكل ما اعتادوا عليه في بيوتِهم التي هجروها، ولايزالون يحبون الملوخية والفاصولية المطبوخة بالطريقة الشامية. ولأن الحاجة أم الاختراع، أوجد اللاجئون لأنفسِهم أفراناً وصيجاناً وطلبوا من مضيفيهم المساعدة للوصول إلى فطيرة مشويةٍ تذكرُهم بطعم المنقوشةِ السورية. وكان اللاجئون أعجبوا في البدايةِ بالمطبخ التركي وحالياً يطلبون من مضيفِهم، الهلال الأحمرِ التركي، إمّا أن يعطيهم المواد الأولية ليطبخوها على ذوقِهم وإمّا أن يوظفَ طباخين سوريين ليشرفوا على الطعام بما يرضي الذوق السوري.