قال الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن 3 فى الألف من المصريين تدينهم أصيل، وأن التدين المنقوص ينتشر بأنواعه بين المصريين، ما بين تدين سلوكى يركز على العبادة، وانتهازى يستغل الدين حتى يأخذ مصداقية للحصول على مكاسب دينيوية، وغيرها. وأوضح أستاذ الطب النفسي فى برنامج "الميدان" أمس على قناة التحرير أن التدين سواء كان صاحبه مسلماً أو مسيحياً أو من أصحاب ما يسمى بالأديان البشرية هو سلوك بشري، وهو نتاج تفاعل الإنسان مع منهج ديني محدد، ومن هنا تتنوع أنماط التدين داخل الطائفة الواحدة، وأن تطبيق التدين يحدث من خلال اتخاذ ثلاث خطوات: فهم النص الديني، وصياغة المشروع السلوكي بناء على فهم النص الديني، وتطبيق النص الديني على أرض الواقع. وأضاف:"التدين الأصيل، هو حيث يتغلغل الدين الصحيح في دائرة المعرفة، والعاطفة، والسلوك، فنجد الشخص يملك معرفة دينية كافية وعميقة، وعاطفة دينية تجعله يحب دينه ويخلص له، مع سلوك يوافق كل هذا، وهنا يكون الدين هو الفكرة المركزية المحركة والموجهة لكل نشاطات هذا الشخص (الخارجية والداخلية)، ونجد قوله متفقا مع عمله، وظاهرة متفقا مع باطنه في انسجام تام، وهذا الشخص المتدين تدينا أصيلا نجده يسخر نفسه لخدمة دينه، وليس العكس، وإذا وصل الإنسان لهذا المستوى من التدين الأصيل شعر بالأمن والطمأنينة والسكينة ووصل إلى درجة من التوازن النفسي تجعله يقابل المحن والشدائد بصبر ورضا، وإذا قابلت هذا الشخص وجدته هادئا سمحا راضيا متزنا في أقواله وأفعاله ووجدت نفسك تتواصل معه في سهولة ويسر وأمان". وأشار المهدى إلى أن الناس يختلفون فى استقبالهم للدين، وأن منهم على سبيل المثال الشخص العدواني الذى عندما يتعامل مع النصوص الدينية، فإنه ينتقي منها ما يوافق طبيعته، حيث يتجه الى الآيات التي فيها مثلا حض على محاربة الكفار والتعامل الخشن معهم، وأن هناك التدين النفعى وصاحبه شخصية تستخدم مظاهر الدين فى الحصول على منافع شخصية، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين ينتمون لتنظيمات دينية هم أحد شخصين، إما مذعن وإما متسلط". وأورد أستاذ الطب النفسي أنواعا عدة للتدين المنقوص منها التدين المرضي الذهانى، أو التدين الدفاعى، أو الحماسي العاطفى، أو المعرفى الفكرى، أو السلوكى، أو التفاعلى الذى يرتكز على رد الفعل، أو الانتهازى المصلحى.