احتضنت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر تحت رعاية الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر حواراً موسعاً مع وفد من كبار العلماء الأفغان برئاسة محمد قاسم حليمي مستشار مجلس المصالحة ، حيث أكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي خلال اللقاء أن من ثمرات الدين الإسلامي التنوع والتعدد والاختلاف وليس الخلاف لذلك جعل الله الناس شعوباً ليتعارفوا . وأضاف أن وجود تيارات فكرية داخل المجتمع شئ صحي وأمر طبيعي طالما أن الاختلاف يكون في الفروع وليس الأصول لأن الإسلام أرض مشتركة بين كافة المسلمين . وأكد أن الله عز وجل قد من على الشعب الأفغاني بتوحيد العقيدة و عدم وجود خلافات بين المذاهب الفقهية ولكن الخلاف بينهم سياسي ،مشيراً إلى أن المصالحة بين التيارات السياسية واجب وفريضة، لافتاً أن من كان له المصلحة في دق الإسفين بين طوائف الشعب الأفغاني هو الاستعمار والغزو الأجنبي . وطالب عمارة العلماء الأفغان أن يكونوا يد واحدة وقلب واحد لأنهم يقفون على الأرض المشتركة وفريضة عليهم توحيد صفهم والعمل على المصالحة وذلك يتأتى بعد تطهير أرضهم من الغزو الأجنبي وبعد ذلك يعملوا على إقامة الحوارات ويمدون الخيوط بين الأطراف المتحاربة على أرض الأفغان لإخراج الكيان الأمريكي الذي يسعى إلى إخراج آخر قطرة بترول من أفغانستان مثلما فعلوا في العراق وخربوها ودمروها لما أحسوا من خطر يطول الكيان الصهيوني ،وأشار إلى أننا نريد أن نطهر الأرض الأفغانية من الدنس حتى تعود مرة أخرى لمكانها الطبيعي ولتمتد خيوط التواصل بينها وبين الأزهر الشريف وعلماءه الذى يعد قلعة العلم المتحلي بالوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي . كما أكد د. محمد عمارة أن مصر في العصر الحديث ساعدت كل الحركات التحريرية في أسيا وإفريقيا ووقفت وتقف دوماً من أجل استرداد القدس وتحرير فلسطين . وحث مستشار شيخ الأزهر د. حسن الشافعي الطلاب الأفغان على القراءة والاطلاع لفهم أصول الدين الإسلامي الحنيف وخدمة الخلق ،كما طالبهم بترجمة وثيقة الأزهر للغات الأفغانية المحلية وأن يتدارسوها لأنها تعطي صورة للدولة العصرية والحقوق والحريات العامة . وقال إن العلاقات بين مصر والأفغان وطيدة منذ زمن طويل بفضل العلامة الجليل جمال الدين الأفغاني في تحريك العالم الإسلامي والإضافة له ، وأكد أن الباب مفتوح لأي طالب لديه مظلمة أو يريد أن يفهم شيئاً . وأكد نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة أسامة ياسين اهتمام الرابطة برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بتحقيق الاستقرار فى أفغانستان وقال: إن تحقيق المصالحة والاستقرار هما الأساس لتحقيق التنمية هناك. وأوضح ياسين أن الرابطة لا تدخر جهداً لخدمة الإسلام والمسلمين وأبناء الأزهر فى كل ربوع الأرض ،مؤكداً أن الإمام الأكبر يهتم بعقد اجتماع أسبوعي لبحث أنشطة أفرع الرابطة في مختلف أنحاء العالم لدعمها وتقديم المساعدة لها لتسهيل أداء رسالتها على الوجه الأكمل، وطالب العلماء الأفغان ببدء أنشطة فرع الرابطة في كابول لخدمة الأزهريين وترسيخ وسطية المنهج الأزهري في أوساط الشعب الأفغاني. حضر اللقاء عبد الحنان جامد مدير المساجد بوزارة الأوقاف، ورفيع الله نعماني إمام مسجد بالعاصمة كابل، ورئيس الحج والأوقاف محمد عارف مبشر فضلاً عن مجموعة من أعضاء مجلس كبار العلماء منهم الشيخ ضياء الدين والشيخ ضياء الحق والشيخ غلام سنجي والشيخ عبد الستار والشيخ حنيف شاه حسيني والشيخ بابه جان سيغاني والشيخ عبد الجلال رافيقي والشيخ حياة الله، وعلماء الأزهر وعدد كبير من الطلاب الوافدين، وأدار اللقاء د. القصبي زلط مستشار شيخ الأزهر لشئون الرابطة العلمية.