قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن العلاقات بين سلطنة عمان ومصر تاريخية وقديمة، وكانت دائما ثابتة ومتزنة، ويرجع الفضل في ذلك إلى السياسة الحكيمة التي يتبناها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والتي تتسم بالتفهم والحكمة ورؤية أبعاد جميع الموضوعات، وهو نفس النهج الذي يسير عليه الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي. وأضاف في تصريحاته أن مسقط هي عاصمة السلام، وأن كثيرا من المشاكل الدولية يتم بحثها في السلطنة بهدوء وعمق وتجد هناك الكثير من الأذان الصاغية والحلول المبدعة. وتابع: كثيرةٌ هي المعاني السامية، والقيمُ النبيلة، التي تقفز إلى الأذهان -ليس في مِصرَ وحدها، بل في المنطقة والعالم- بمجردِ ذكر السلطان قابوسُ بن سعيدٍ فالحكمةُ صفةُ، وسلوكٌ يلازمُ جلالَتَهُ منذ ريعانِ الشباب، والحِلمُ والعفو طبعٌ لا تغيرهُ هبّات رياحِ الزمن، والدعوةٌ إلى السلامِ والتسامحِ ولمّ الشملِ العربي، وتجنيبٌ الإنسانيةِ ويلاتٌ الحروب، وأصوات المدافع، ورائحة البارود، سياسة ثابتة، لا تتبدل، ولا يعتريها الفتور. وقال العربي وكما كانت يد الإنجاز تبني وتعمّر في الداخل، كان صوت الحكمة ينطلق قويا، صادقا، في الخارج، يوثق لعلاقات عربية، أساسها الأخوة الصادقة، ومدادها المنافع المشتركة والاحترام المتبادل، والاتكاء على مبادئ الدين الحنيف، ويواصل رسالة عمان في الانفتاح مع محيطها الخارجي، عبر قارات العالم و يسجل التاريخ بمداد من نور، مواقف تاريخية ثابتة لجلالة السلطان قابوس . مشيرا الى أنه في ظل ظروف دولية شديدة التعقيد، تظل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية، حيث تسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، وإحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، دون التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة أو أي من ثوابت الأمن القومي العربي . وأكد أن المُتَّأمل للسياسة الخارجية العمانية خلال ما يقرب من نصف قرن، يُدرك أنّها تقوم على رُؤية، وتنطلق من فلسفة، أساسها المتين، "الحياد الإيجابي" وحكمة عميقة تعهَّدت هذا المسار حلما وتخطيطًا وتنفيذًا للوصول إلى الأهداف المرجوة على الرغم من الصعاب والتحدِّيات. وأضاف أنه خط السلطان قابوس خطَ هو ملامح سياسة خارجية التزمت بها السلطنة دونما تبديل أو تحريف؛ خطوطها العريضة: حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة؛ وتدعيم العلاقات مع الأشقاء العرب وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية في المحافل الدولية. واختتم قائلا تبقى السياسة الخارجية العمانية، سياسة هادئة ومتزنة وعقلانية وواقعية إلى أبعد الحدود، وتستقي بذورها ومنابت جذورها من تاريخ السلطنة ومكانتها في قلوب وعقول العرب والمسلمين والعالم، فقد اتسمت بالحكمة ولم تنشغل بالهوامش والفروع، وبقيت على حيادها ونظرتها البعيدة لنتائج الأمور ومآلاتها الحتمية، لهذا كانت هادئة ومتزنة وعقلانية في طرحها ونظرتها ومعالجاتها، ومتوافقة مع الواقع، ومتناغمة مع المزاج العام الدولي والإقليمي، دون التفريط في المصالح الوطنية العمانية، والعربية.