فرضت الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس الثلاثاء، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عنها، واقعاً جديداً في أوروبا وفي العالم بأسره. فقد أثارت الهجمات، التي أسفرت عن مصرع 35 وإصابة أكثر من 100 في عمليتين استهدفتا مطار بروكسل ومحطة لمترو الأنفاق في عاصمة الاتحاد الأوروبي، التساؤلات حول قدرة الاجهزة الأمنية الأوروبية على مواجهة ظاهرة الإرهاب على أرضها، خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها فرنسا في 13 نوفمبر الماضي، والتي تشهدها تركيا بصورة متكررة. فقبل أيام على هجمات بروكسل نجحت أجهزة الأمن البلجيكية في القبض على صلاح عبدالسلام، الذي تعتقد أنه العقل المدبر لهجمات باريس في نوفمبر الماضي، والتي أسفرت عن مصرع 135 شخصاً، وذلك بعد سلسلة من الغارات التي شنّها الأمن البلجيكي على مناطق واسعة من الدولة، ولكن في النهاية، فقد نجحوا في اعتقال عبدالسلام، ولكن هذا لم يمنع هجمات الثلاثاء. وفي هذا السياق، قات صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية إن الهجمات الجديدة لم تبرز فقط ضعف الخدمات الأمنية البلجيكية، ولكنها أيضاً كشفت الخطر المتصاعد لما يصفه العديد من خبراء الاستخبارات بفريق المتعاطفين مع الخلايا الإرهابية النائمة، الذين يختبئون ويعملون في وسط أوروبا. وأشارت، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، إلى أن هجمات بروكسل وقبلها باريس وأنقره واسطانبول تضع أوروبا في مأزق بين تصعيد الحملة الأمنية وهو ما يمكن أن يضق الخناق على الحريات، أو أن تتعامل أوروبا مع هجمات الإرهاب بوصفها أصبحت لا يمكن تجنبها كونها جزءاً من الحياة في المجتمع الأوروبي المفتوح. وقال برنارد سكوارسيني الرئيس السابق للاستخبارات الداخلية الفرنسية "بعد تبادل التهاني بنهاية الأسبوع على خلفية القبض على عبدالسلام، فإنه من الواضح أننا لم نر الموجة الثانية للإرهاب".