شهدت العاصمة بروكسيل سلسلة تفجيرات استهدفت المطار ومحطة قطار الأنفاق قرب مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبى فى بروكسيل، وهو ما حدث على اثره رفع مستوى الإنذار الى أقصاه، على الرغم من حالة التأهب التى أعلنت عنها الحكومة بعد أربعة أيام من اعتقال الأمن البلجيكى ل«صلاح عبدالسلام»، المشتبه به الرئيسى فى هجمات باريس. وهنا ظهرت التوقعات حول رد الفعل الغربى تجاه الواقعة خاصة فى ظل توجيه أصابع الاتهام الى تورط عربى فى الواقعة. استطلعت «الوفد» آراء عدد من السياسيين حول الواقعة وتوقعات رد الفعل الغربى. قال د. محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة ،إن بروكسيل هى عاصمه الاتحاد الأوروبى وبها عدد كبير من موظفى كافة البلاد الأوروبية، لافتا الى أن جزءًا من ردود الأفعال الغربية سترتكز على توجيه الإنذار الى الموظفين بعد الخروج وهو ما سيتم الالتزام به حتى يتسنى للأمن القيام بدوره فى كشف الحقائق. وأضاف «حسين» أن الغرب سيتحد من أجل مواجهة تلك الضربات الارهابية خاصة أن الاعتداء تم على دولة غربية، وهو ما يشير إلى وجود حالة من الاستنفار بالاتحاد الأوروبى كله ولن يهدأ إلا بعد وجود دليل حول الجانى الحقيقى. وتابع أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة ان معظم أصابع الاتهام موجهة الى العرب وهو ما سيؤثر على سمعتهم الأمر الذى ينذر بموجة غضب، ومن المتوقع أن يتم طرد معظم العرب القائمين هناك حتى من لا يملك الجنسية. وأكد د. سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية فى الأهرام، أن الغرب يكيل بمكيالين فى التعامل مع الحوادث الإرهابية، مشيرا إلى أنه لو كان المتورط فى تلك العمليات شخصًا أوروبيًا لما كان هناك كل هذا الاهتمام، بالاضافة إلى أن هذا يمثل تهديدًا لهولندا وألمانيا. وأشار «اللاوندى» الى أن الغرب سيتحد على قلب رجل واحد لمواجهة تلك الجماعات الارهابية ،مضيفا أن هذا سينعكس على الجالية العربية والاسلامية فى الخارج خاصة أن هناك 30 مليون عربى اسلامى بدول الاتحاد يمثلون دولة داخل الدولة ولكن دولة خلف القضبان. وأفاد خبير العلاقات الدولية، بأن هذا الحادث سيعيد الأصوات المطالبة بتهجير العرب من أوروبا، مؤكدا أن هذا الحادث أثبت أن الإرهاب آفة عالمية لابد من محاربتها، هذا فضلا عن ضرورة دمج العرب فى تلك المجتمعات منعا لتكوين كانتونات عربية، وضرورة التعامل معهم على أنهم مواطنون حقيقيون، لافتا الى أن التصعيد سيكون على مستوى الاتحاد الأوروبى. ورأت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن المشهد أكد ما رددته مصر فى تحذيراتها المستمرة بخطورة الإرهاب، مشددة على ضرورة التعاون الفعال وتبادل الخطط وليس الاتهامات من أجل القضاء على هذا السرطان الذى سيؤدى الى زيادة القيود على دخول العرب الى الغرب والحصول على تأشيرات وكذا استقبال اللاجئين. وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن تعرض بروكسيل لتلك الضربات، على الرغم من كونها الأكثر تأمينًا يشير الى وجود خطر على دول أوروبا، لافتة الى أن مطار بروكسل من أهم المطارات الدولية وأكثرها تأمينًا ووصول الإرهاب إليه يظهر أنه أصبح أكثر جرأة وقسوة. وأكدت «بكر» أن هذا الحادث سيؤدى الى تنشيط البحث عن المهاجرين غير الشرعيين وتضييق الخناق عليهم، قائلة: «الغرب يزيد انفعاله حين يضرب الإرهاب مدنه، وبخلاف ذلك فإننا اعتدنا على توجيه أصابع الاتهام للعرب وإدانتهم، مشددة على أن مصر عليها أن تمد يدها للقضاء على الإرهاب فى إطار استراتيجية الأممالمتحدة.