استغلت السلطات الاسرائيلية "مكتب الإعلانات الحكومية" لفرض سطوته على وسائل الإعلام العربية بداخل اسرائيل لحملة الترويج لضم الشباب العربي "للخدمة الوطنية " داخل الكيان الصهيوني . وهدد مكتب الاعلانات الحكومية بحجب سائر الإعلانات المربحة التي يمد بها هذه المواقع اسبوعيا حال رفضت نشر الإعلانات المروّجة للخدمة المدنية، الامر الذي أثار جدلاً واسعاً بين أصحاب المواقع من جهة والجمعيات المدنية وحركات سياسية ناشطة ضد كل أنواع الخدمة "الوطنيّة الإسرائيليّة". ووفقا لما نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية فهناك من أصحاب المواقع من برر الموافقة على نشر الإعلانات بأنها تجارية محضة لا تغير من مواقف المواقع وكتابها ضد الخدمة المدنية . كذلك فإن الجمعيات المدنية والحركات السياسية الشبابية على مختلف انتماءاتها الوطنية والإسلامية داخل اسرائيل ترى أن نشر الإعلان يصب في محاولات السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها "مديرية الخدمة المدنيّة الوطنيّة الإسرائيليّة"، لكسر الإجماع الوطنيّ العام الرافض لهذا المخطّط الخطير وتسويقه مشروعاً تطوعيّاً اجتماعيّاً بريئاً. ودعت الجمعيات وسائل الإعلام العربيّة إلى رفض نشر هذه الإعلانات «وأن تبقى صحفنا ومواقعنا منابر إعلاميّة مخلصة لقضايا شعبها ومجتمعها وحصينة ضد محاولات الفرض بقوة الرأي العام. وكانت اسرائيل ومن خلال "المكتب الحكومي للإعلانات" نجحت الأسبوع الماضي في إقناع موقع "العرب"، الذي يعتبر أحد أبرز المواقع الإخبارية العربية بنشر الإعلان. وهذا الأسبوع ايضا نشر الإعلان ذاته في موقع "بكرا" الذي سبق أن هاجم موقع "العرب" على نشره الإعلان. جدير بالذكر أن الأحزاب العربية على مختلف نوابها لم تعقب على هذه السلوكيات المشينة وبحسب أحد المسؤولين الحزبيين فإن عدم التعليق يعود إلى خشية النواب من أن تناصبهم هذه المواقع العداء في حال ابدائهم الاستياء او الاعتراض .