تصاعدت حدة الاستياء الشعبي بمحافظة دمياط من القرار رقم 546 لسنة 1980 الخاص بإنشاء ميناء دمياط، خاصة أصحاب الأراضي الواقعة بعزب 6.5.4.3.2 بكفر البطيخ امتداد مدينة دمياط الجديدة لقيام رجال الأعمال التابعين للنظام السابق المتمركزين بمدينة رأس البر بشراء أراضيهم بأبخس الأثمان بمساعدة جهاز هيئة التعمير بدمياط الجديدة الذي يبيعها، وهم الأحق بها لأنهم قاموا بزراعة هذه الأراضي بعد أن كانت بوراً منذ 50 عامًا وأنفقوا عليها كل ما يملكون من أموال وأصبحت مصدر رزقهم الوحيد الذي ينفقون منه علي أبنائهم وأسرهم، قاموا بدفع رسوم نظير تقنين أوضاعهم لهيئة الإصلاح الزراعي والبدء في شراء تلك الأراضي.. فوجئ الأهالي بوقف البيع بحجة أن هذه الأراضي أصبحت تابعة لجهاز التعمير بدمياط الجديدة وقد نمي إلي علم الأهالي أن الجهاز سوف يقوم بتبويرها لبيعها للمستثمرين ورجال أعمال، وهو الأمر الذي يؤدي إلي تشريدهم وأسرهم من جراء القرار الظالم، وسيتم إهدار مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المزروعة بالعديد من المحاصيل. اتهم الأهالي جهاز التعمير بالسير عكس سياسة الدولة التي تنادي بالحفاظ علي الأراضي الزراعية كمصدر للدخل القومي. وبسؤال تامر حسن السعدني، أحد الفلاحين المتضررين، عن هذه المشكلة قال: أضع يدي علي 7 أفدنة منذ حوالي 55 عاماً، تسلمها والدي من الرئيس جمال عبدالناصر سنة 1956 وكانت أرضاً بوراً، وقام والدي باستصلاحها وزراعتها، وأصبحت حدائق، وهذه الأرض هي مصدر رزقي الوحيد. وقمت بسداد مبلغ 500 جنيه كرسوم تقنين أوضاع تمهيدا للتمليك وفوجئنا منذ شهر بأن الإصلاح الزراعي أوقف البيع، وأن الأرض أصبحت تابعة لجهاز التعمير بدمياط الجديدة بموجب اتفاق تم بين وزارتي الإسكان والمرافق ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي. وهو الأمر الذي يضر بجميع الفلاحين بالمنطقة، حيث قام رئيس جهاز التعمير بدمياط الجديدة بعمل حملة أمنية مكبرة وقام بإزالة الاشجار المثمرة مثل الجوافة والليمون والمانجو واكثر من 20 ألف نخلة في مذبحة علنية لأكثر من 30 فداناً لبيعها وبناء قري سياحية لان المنطقة تطل علي البحر المتوسط مباشرة، ونناشد المسئولين ورئيس مجلس الوزراء إلغاء هذا الاتفاق بين وزارتي الزراعة والإسكان واستمرار تبعية هذه الأرض مرة أخري إلي هيئة الإصلاح الزراعي، وإتمام بيع هذه الأراضي لنا ونحن علي استعداد لسداد ثمن الأراضي بالطرق التي تحددها الهيئة. وأشار ابراهيم الحسانين أحد المتضررين.. أمتلك 4 أفدنة بكفر البطيخ وقمت ببيعها وأنفقت ثمنها علي زراعة 7 أفدنة وسبق أن تسلمنا هذه الأراضي منذ أكثر من 55 عاماً، وفوجئنا مع بداية عام 2016 أن هيئة الإصلاح الزراعي أوقفت بيع الأراضي للفلاحين بعد انتقال تبعيتها لجهاز التعمير وقام الجهاز باقتحام المنطقة وتدمير ما بها من مزروعات مما أدي الي خسارة اكثر من 400 طن طماطم تم دهسها في الأرض باللوادر في مذبحة للاشجار، ونطالب الأجهزة المسئولة بالتدخل السريع لإنقاذنا من التشرد. وأضاف مصطفي حسانين من أهالي المنطقة .. ولدت في هذه الأرض التي قام والدى بإستلامها منذ حوالي 50 عاماً، وبعد والدي قمت أنا وأشقائي بزراعتها ومساحتها 5 أفدنة مزروعة بزراعات مختلفة وهي مصدر رزقي وأسرتي. والتقط طرف الحديث علي الجبالي من أهالي المنطقة وقال ورثت أنا وأشقائى 7 أفدنة، وهذه الأراضي تسلمتها من الإصلاح الزراعي منذ حوالي 50 سنة وكانت أرضاً بوراً، وقمت باستصلاحها وزراعتها. وقاطعه محمود مصطفي من أهالي المنطقة وقال تسلم والدي 5 أفدنة منذ عام 1956 من الرئيس جمال عبدالناصر، وكانت أرضاً بوراً وقمنا بزراعتها، وسبق وسددنا مقدم رسوم تقنين العام الماضى، ولكن فوجئنا مع بداية العام الحالي أن هيئة الإصلاح الزراعي أوقفت تمليك الأراضي، وأخبرونا بأنها أصبحت تابعة لجهاز التعمير بدمياط الجديدة. وأضاف ان رئيس الجهاز تحايل علي القانون وأزال 30 فداناً من أجود أنواع الأراضي بدمياط حيث أزال أشجار فاكهة ليمون وجوافة ومانجو وخاصة اشجار النخيل الذي قام أجدادنا بزراعته سنة 1950 والأغرب ان القرار الذي قام بتنفيذه رقم 546 لسنة 1980 تم إلغاؤه وصدر قرار يحمل رقم 369 بتاريخ 14-4-2013 لمحافظ دمياط الذي جاء توصياته بإعادة تخصيص المناطق الزراعية لصالح محافظة دمياط لكن تم تنفيذ القرار الملغي مجاملة لأحد أعضاء مجلس النواب بدمياط الذي يمتلك 30 فداناً وأشقاؤه ولم يقترب منهم أحد. وأضاف السعيد الصياد وهو شاب يبلغ من العمر 35 عاماً .. حصلت علي الثانوية العامة بمجموع 95% وبعد أن تم قبولى في كلية الهندسة لم أستطع استكمال تعليمي وسحبت أوراقي من الكلية لعدم مقدرة والدي واضطررت لأن أعمل في الأرض الزراعية ومساحتها 5 أفدنة، وبزراعتها بكافة أنواع المحاصيل، وفوجئنا بأن وزارة الزراعة قد وقعت اتفاقاً مع وزارة الإسكان بتسليم هذه الأرض إلي جهاز التعمير بدمياط الجديدة لكي يقوم بتبويرها وقضي رئيس جهاز التعمير بدمياط الجديدة علي احلامنا ومستقبل أبنائنا. نناشد الدكتور شريف إسماعيل رئيس الوزراء إنقاذنا من الضياع والتشرد والحفاظ علي الرقعة الزراعية.