بدأ حزب النور بالفيوم حملته الانتخابية بعقد مؤتمر فى قرية بنوة بمركز طامية حضره الدكتور حمادة سليمان رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالفيوم والشيخ عبدالمنعم عبدالعليم عضو الهيئة العليا لحزب النور والشيخ عادل نصر عضو هيئة الحقوق والاصلاح . بدأ المؤتمر بكلمة من د. حمادة سليمان - والذي تحدث عن الظروف الحالية التي تمر بها الدولة وتساءل لمصلحة من زعزة الامن والاستقرار في مصر والتعدي على جيشه الذي كان وما زال يحمي الثورة ويحمي تراب مصر ؟ وانه يجب ان يقف كل منا وقفة مع نفسه يسأل فيها ماذا قدم لمصر ؟ وتحدث عن سماحة الإسلام وأخلاقه مع غير المسلمين وأن دستورنا يقيم العدل في الارض ويقر السلام والمحبة لجميع الشعوب فلقد قال الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . أضاف "نرد على من يدعون علينا كذبا وبهتاناً ان اسلامنا ليس سوى دين قطع الايدي والرقاب واسالة الدماء، ويقولون ان شريعة الاسلام لم تعد تصلح الان .. نقول لهم انظروا إلى العراق وافغانستان وفلسطين لتروا أنهار الدماء التي سفكوها والى اشلاء الاطفال التي ملأت الشوارع والى اعراض النساء التي تنتهك، ونقول لهم اقرأوا التاريخ وانظروا الى دولة عمر بن العزيز - وعدل عمر بن الخطاب - وحضارة بغداد - ومنارة الأندلس، ابحثوا في اصول العلم والتاريخ والحضارة ستجدون اننا اصل الحضارة واهل العدل". وقال سليمان - موجهاً رسالة الى شعب مصر - : نقول لكل الصامتين من أبائنا وأمهاتنا وأهلنا وجيراننا حان الوقت لتكسروا حاجز الصمت والسلبية وتنظروا إلى الأحزاب الموجودة على الساحة وتختاروا بأنفسكم الأصلح طبقاً للبرامج الانتخابية والمبادئ والاهداف (قال تعالى : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) فالجهاد الان جهاد بناء للوطن ودفع للشر عنه فيجب ان نشمر سواعدنا لبناء هذا الوطن ونري الله من أنفسنا خيراً . ثم تحدث الشيخ عادل نصر - مبتدئا حديثه بتوجيه دعوة لكل الأحزاب والتيارات الإسلامية أن تعمل في حملتها الانتخابية وفقاً لأخلاق الإسلام ومبادئه التي تحض على نبذ الفرقة والخلاف، وأن تكون المنافسة شريفة بلا شائعات وبلا مشاحنات ، وأن نضرب أروع المثل لكل العالم عن حرية الاسلام وأخلاقه وان اختلافنا هو اختلاف تنوع وتنافس في الخير وليس صراعا على سلطة أو مكاسب شخصية فكلنا همنا الوطن وللشعب حرية الاختيار للاصلاح . وتساءل "نصر" عن سبب هذه الحملة الشرسة على الاسلام ، ولماذا يتم الزج باسم الاسلاميين في اي توتر او حدث يسود البلاد، فالتاريخ يشهد انه لم تكن هناك دولة تسوي بين الخلق وتعدل بين العباد أكثر من دولة الاسلام، فالأقباط في مصر عندما فتحها عمرو بن العاص استقبلوه بالفرحة والود لانقاذهم من أيدي الرومان الذين كانوا يذيقوهم اشد صنوف العذاب ، فليتذكروا مقولة عمر بن الخطاب المشهورة لعمرو بن العاص عندما جاء يشتكي اليه قبطي من اهل مصر ان ابن عمرو بن العاص قد ضربه ، قال له ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) ، وقال للقبطي اضرب ابن عمرو واقتص لنفسك فضربه القبطي حتى رضى واخذ حقه، فقال له ابن الخطاب واضرب ابن العاص على صلعته فان ابنه لم يكن ليفعل ذلك الا بعد ان غره سلطان ابيه، مضيفا أن هذا هو عدل الدولة الاسلامية الذي يأمر الراعي أن يقوم على مصالح الرعية ويسهر على حمايتهم ورعايتهم، وبعد أن يأخذ العباد حقوقهم فعليهم أن يؤدوا حقوق الله عز وجل وأن يقيموا حدوده . ثم تحدث عن تكريم الاسلام للمرأة ودورها في بناء المجتمع مؤكدا فضيلته ان المرأة ليست نصف المجتمع بل انها المجتمع كله فهي امي واختي وزوجتي وهي مربية الرجال ومعلمتهم الاولى ، وان عمل المرأة نحتاج له بشدة في مجالات يصعب حصرها وكلها منضبطة بضوابط الشريعة التي تراعي صيانة المرأة عن كل صورة من صور التبذل، وإذا كانت الإحصائيات الحديثة تشير إلى أن 30% من الأسر المصرية تعولها النساء، فكيف لحزب النور الا يري أهميةً لدور المرأة، والمرجعية الإسلامية التي نعود إليها في سائر شئوننا تخبرنا بوضوح كيف كانت الصحابيات على عهد النبي الكريم صلي الله عليه وسلم يخرجن في الغزوات للقيام بواجبهن الذي تنوع بدءً من المجهود الحربي نفسه وليس انتهاءً بمداواة الجرحي والمصابين. وختم الشيخ حديثه بقول عمر بن الخطاب "نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله" .