بقلم : عبد اللطيف حامد منذ 1 ساعة 7 دقيقة "يا حرقة قلبك يا مصر" لم أجد عبارة تلخص حال البلد بعد اليوم الدامى فى منطقة ماسبيرو أمس الأحد إلا هذا التعبير، وكأننى أسمع صرخات مصر الأم مختلطة بآهات أمهات القتلى وهى تولول "ياحرقة قلبى عليك يا أبنى"، وإذا كانت المكلومات فى أولادهن سيجدن العزاء والمواساه من الأقارب والجيران لتبريد النار فى القلوب فالكارثة أنه لا ينتبه أحد إلى خطة حرق مصر على ما يبدو سعيا لحدوث وقيعة كبرى بين المسلمين والأقباط لندخل نفق الحرب الأهلية من مستنقع الفتنة الطائفية لإيقاف مسيرة التطور الديمقراطى ومشروع الدولة المدنية الوليد بعد ثورة يناير. ودليلى على اللعب بهذا الوتر ماسورة مجارى الفتن الطائفية التى أغرقتنا بطفحها النتن خلال الشهور القليلة الماضية بداية من أطفيح ومرورا بأمبابة ومنشية ناصر وعين شمس ثم أزمة الماريناب بأسوان التى كانت وقود طامة ماسبيرو التى زلزلت أغلب المصريين الحادبين على أمن الوطن، فالقوى المحركة للفتنة لم تفلح فى إشعالها أمام حكمة العقلاء من الطرفين ووأدهم للفتنة فى مهدها كل مرة حتى فى غياب الحكومة التى لا يشعر بها أحد رغم شررها المستطير بألسنة نيران ملتهبة نزاعة لحرق البلد، ولكن الشئ المخيف فى أحداث ماسبيرو أن هذه القوى المتربصة بمصر أستغلت " مسيرة الغضب النبيل" وأندست داخل المتظاهرين على غفلة منهم لإحداث وقيعة مع الجيش بضرب وقتل بعض الجنود لتأجيج المشاعر نحو المسيحيين على المستوى الرسمى وخصوصا من القوات المسلحة، وأيضا على المستوى الشعبى من جانب أقارب الضحايا من العساكر ولأنه فى الوقت نفسه تكاد تكون المرة الأولى التى يتصادم فيها الشعب مع الجيش، ومن المعروف أن التسامح هنا لا محل له من الإعراب على عكس الشرطة لوجود "تار بايت " معها على مدى سنوات طويلة، فالمحصلة المستهدفة لأعداء الوطن هو زرع بذور الحرب الاهلية بين المسلمين والمسيحيين تمهيدا لتقسيم البلاد أو على الاقل إخراجها عن مسيرة التطور والتنمية ردحا من الزمن لا قدرالله فهل يعى المصريون الكارثة مبكرا أم سيغطون فى أحلام الطائفية حتى تقتلنا الكوابيس جميعا. ولا يفوتنى أن أطالب حكومة د. عصام شرف بالإستقالة لأنها " لا تهش ولا تنش " ولابد من حكومة قوية تعيد الأمور إلى نصابها فورا قبل فوات الآوان فلو طبقت القانون فى كل الجرائم السابقة ما وصلنا إلى هذه الحالة المحزنة والمخزية، وأيضا لابد من محاسبة الأجهزة الأمنية المسئولة عن كشف مخطط تخريب الوطن سواء من الداخل أو الخارج فهذه مهامهم التى يشغلون بسبها مناصب حساسة، ويتقاضون مرتبات خيالية، ولن نقبل منهم مجددا كلاما من عينة " نظرية المؤامرة " أو" المخططات الخارجية" بل نريد معلومات موثقة ومتهمين يقدمون للقضاء لينالوا عقاب ما اقترفته ايديهم. ---------------------- بقلم: عبداللطيف حامد * رئيس قسم الأخبار بمجلة المصور