صراع "إخواني- سلفي" على الطلاب الجدد! كتبت- دينا الطاهر: منذ 3 ساعة 31 دقيقة "الدعوة السلفية بجامعة القاهرة تهنئ الطلبة القدامى والجدد بمناسبة العام الدراسي الجديد"، كان هذا نص إحدى اللافتات الكبيرة التي تم تعليقها داخل الحرم الجامعي بجامعة القاهرة، في أول عام دراسي بعد الثورة. فخلال الأيام الماضية وبمجرد زيارتك للجامعة؛ تلمس جهود السلفيين والإخوان في جذب الطلاب إليهم، مع تعدد وسائلهم في ذلك، سواء بتوزيع جداول المحاضرات أو استمارات دفع المصروفات أو الدروس المجانية. "الوفد" قامت بجولة بين كليات جامعة القاهرة، لرصد كيفية استقبال الطلاب هذا العام.. دار العلوم.. قرآن وأناشيد في كلية دار العلوم؛ وتحت شعار "الدعوة السلفية ترحب بالطلاب الجدد والقدامى"، وعلى صوت تلاوة القرآن الكريم، وأنغام الأناشيد الدينية، قامت أسرة "النور" التابعة للدعوة السلفية بدءاً من اليوم الثاني في الدراسة بتوزيع الجداول على الطلاب، وإرشادهم إلى كيفية المذاكرة بطريقة سليمة، بالإضافة إلى توفير الاستمارات الخاصة بدفع المصروفات، وتوزيعها على الطلاب بهدف تسهيل الإجراءات عليهم. وبالطبع لم تخل الكلية هذا العام من نشاط الأسر المنتمية للفكر الإخواني، حيث وقفت فتيات أسرة "بنات محمد" بزي موحد في ساحة الداخلية للكلية، بجوار الجداول المعلقة، وأخذن في تعريف الفتيات بأماكن القاعات، وفي الإجابة على استفساراتهن، وحل أى مشاكل تقابلهن. التجارة.. نشاط إخوانى في كلية تجارة؛ كان المشهد مشابهاً لكلية دار العلوم، فعلى الرغم من تواجد اتحاد الطلبة، وقيامه بتعريف الطلاب الجدد بأنشطة لجانه المختلفة، إلا أن الأسر التي تنتمي لتيارات سياسية ذات طابع ديني مثل "شباب بكرة"، "زهرة الغد" التابعتين للتيار الإخواني نجحتا في اجتذاب العدد الأكبر من الطلاب.. فيقول محمد عبد المنعم، أولى تجارة: "نحن كطلاب سنة أولي نكون دائماً في حاجة إلى من يرشدنا إلى أماكن المدرجات، ويوزع علينا الجداول خلال اليوم الأول من الدراسة، هذا ما وجدناه لدى الأسر". ويضيف: "من أكثر الأسر التي أعجبتني أسرة (شباب بكرة)، إذ إنها تقوم بعمل استبيانات للتعرف على الدورات التي يحتاج إليها الطلبة، وهو أمر لا تفعله غيرها من الأسر، كما سمعت عنها إنها ترعى الموهبين، وسبق لها أن اكتشفت العديد من المواهب ودعمتها". أما آيات أحمد، أولى تجارة: "أعجبتني أسرة (زهرة الغد)، فأهم ما يميزها أنها أسرة (بنات وبس)، كما أنها الأسرة الوحيدة التي تقدم للطالبات دروس بالمجان في المواد الصعبة، حيث تتطوع إحدى الزميلات المتفوقات بالشرح للباقي، لذا قررت أن أنضم للأسرة، وسوف أحاول تنظيم وقتي، وتقسيمه بين المذاكرة والمحاضرات، وممارسة نشاط داخل الأسرة". حقوق.. أسر الثورة ربما كان حال كلية الحقوق مختلفاً تماماً عن حال الكليات السابقة، فعلى الرغم من وجود أسر تنتمي لتيار سياسي معين مثل "أسرة النور" التابعة للدعوة السلفية، و"أسرة صلاح الدين" التابعة لجماعة الأخوان، إلا أن نشاط الأسر الجديدة التي برزت عقب الثورة، نجح في اجتذاب العدد الأكبر من الطلاب. دينا يحيي، طالبة بالفرقة الأولى، إحدى هؤلاء الطالبات اللاتي لم يترددن في الالتحاق بإحدي تلك الأسر، وهي أسرة "الحرية"، تقول: "أصبحت عضوة بأسرة الحرية، حيث أعجتني الأنشطة التي تقوم بها الأسرة من مسابقات ثقافية، وتنظيم للندوات في بداية العام الدراسي، كما أني شعرت بالجدية في العمل من جانب أعضائها، ولمست الجهد الذي يبذلونه في إرشاد الطلاب الجدد". وتضيف: "اخترت هذه الأسرة بالذات، لأنها أسرة مستقلة، لا تمثل تيارا دينيا معينا، أو تدعمها أحد الأحزاب السياسية، إنما هدفها الأول والأخير هو خدمة الطلاب". لم تمثل "دينا" حالة فريدة من نوعها، إذ إن الكثير من طلاب (أول دفعة بعد الثورة) قد انضم بالفعل لأسر الكلية المختلفة خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي، هذا ما أكده لنا أحمد بشير، أحد طلبة اتحاد حقوق، حيث يقول: "هذا العام، الإقبال كبير من جانب الطلاب الجدد على المشاركة في الأنشطة، وعلى الاشتراك في الأسر، وقد زادت النسبة عن العام الماضي كثيراً، فالشباب والبنات يحملون روح الثورة، ومتحمسون كثيراً لممارسة الأنشطة، ولأن يصبح لهم دور مؤثر وفعال". الآداب.. لافتات فقط أما في كلية آداب، فكان أكثر ما جذب الطلاب الجدد هذا العام هو لقاء العميد المنتخب "معتز سيد عبد الله"، حيث تقول فاطمة محمود، أولى آداب: "لقاؤنا مع العميد كان إيجابيا جداً، فقد استمع لمطالب الجميع، ووعد بتنفيذها، فعندما أخبرناه بأن الموظفين يعاملوننا بطريقة سيئة، قال لنا سوف أتحدث إليهم، وإن استمر أحد منهم في معاملتكم بطريقة سيئة، فلن يكون له مكان هنا، كما وعد بمد فترة التحويل بين الأقسام، وبإعادة المقابلة الشخصية لكل من رسبوا فيها". لم يكن لقاء العميد وحده فقط هو ما أعجب الطلاب الجدد، ولكن كان لاستقبال اتحاد الطلبة والأسر نصيب أيضاً من هذا الإعجاب، حيث تقول وفاء عبد المجيد، أولى آداب: "أعجبتني كثيراً المعارض التي تقيمها اللجنة الفنية بالاتحاد، فأنا أعشق الرسم والفن التشكيلي". أما وائل على، أولى آداب: "لدينا في كلية آداب اتحاد مميز، يعمل على اكتشاف المواهب، فيمكن لأى طالب موهوب في الغناء أو التأليف أو إلقاء الشعر أو التمثيل أن يجد فرصته في تنمية تلك الموهبة، من خلال المشاركة في الأنشطة الفنية للاتحاد". نشاط الاتحاد في الآداب قلل من فرصة الأسر- التى تنتمى لتيارات سياسية معينة مثل أسرة "بداية" للبنات، وأسرة "حياة " للبنين، التابعتين لجماعة الإخوان- في اجتذاب الكم الأكبر من الطلاب، بعدما قامتا بملء محيط الحدائق التابعة لكلية الآداب بلافتات الترحيب بالطلاب. ... وأنت .. كيف تم استقبالك داخل الجامعة بعد الثورة؟