جاء إعلان جماعة "الإخوان المسلمين "مؤخرا تأسيس شركة إنتاج فني وإعلانهم عن إنتاج أعمال فنية (سينمائية وتليفزيونية) في الفترة المقبلة ليطرح سؤالا مهما هو سبب دخول "الإخوان" مجال الإنتاج فى هذا التوقيت تحديدا ؟ و هل يستطيعون تغيير شكل السينما المصرية فى الفترة المقبلة من خلال إنتاج أعمال فنية هادفة ؟ وهل الجمهور سيدعم هذه النوعية من الاعمال الفنية أم لا ؟ يقول محسن راضى النائب البرلماني (العضو البارز فى جماعة الاخوان المسلمين وصاحب فكرة الانتاج السينمائي) : سننتج أعمالا دينية واجتماعية ووثائقية لا تتعارض مع قيم وأخلاق المجتمع بحيث يتابعها جميع أفراد الأسرة خاصة ان السينما فى الفترة الاخيرة أصبحت تقدم أفلاما تصطدم بقيم وأخلاق المجتمع. وأضاف أنا شخصيا كنت أحب الذهاب للسينما قديما ولكن الان أحجمت عن الذهاب للسينما ولا استطيع أن أقف حتى بجوار السينما ولذلك أريد تقديم فن يرضي الجميع فلن اقدم سينما بها عرى حتى لا أجرح شعور أحد،وسنتعامل مع جميع الفنانين الذين يقبلون شروطنا . وعن سبب دخول "الاخوان" مجال الانتاج فى هذا التوقيت تحديدا قال إنه يرجع الى ثلاثة أسباب الاول أنه كان من الصعب إنتاج افلام قبل الثورة والوسط الفنى لم يكن جاهزا لاستقبال مثل هذه النوعية من الأعمال. والثاني هو أن الرقابة كانت ترفض أي شيء له توجه اخواني،فأنا مثلا منذ 6سنوات كنت أريد إنتاج فيلم عن حسن البنا ولكن رئيس الرقابة وقتها على ابو شادى قال لي الرقابة لن تجيز فيلم حسن البنا. أما السبب الثالث فهو العودة الى الأصل فالشيخ حسن البنا كان قد أنشأ فرقا فنية وشقيق الشيخ البنا وهو عبدالرحمن هو الذى كتب مسرحية (جميل وبثينة) والجماعة تعاملت مع معظم الفنانين وقتها كما ان الشيخ حسن البنا نفسه كان له اتصال بمعظم الفنانين مثل انور وجدى وعبد المنعم مدبولى وغيرهما . واختلفت ردود فعل المنتجين تجاه دخول "الإخوان" مجال الإنتاج حيث يرى المنتج محمد العدل ان من حق جماعة الإخوان أن يعبروا عن فكرهم بأي وسيلة ولكن اعتقد أنهم لن يستطيعوا تقديم كل مستويات وشرائح ومشاكل المجتمع لأن ذلك سيتعارض مع أفكارهم. أما المنتج محمد السبكي فأعلن رغبته في التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين مهما كانت شروطهم ولكن بشرط أن تكون هذه الأعمال مفيدة للجمهور. ويقول المنتج هانى جرجس فوزي ان وجود الاخوان مفيد للسينما لأن السينما بها كساد الآن وأرى أنه من الأفضل أن يقدموا أفلاما اجتماعية ولكن أعتقد أنهم لن يستمروا فى مجال الانتاج بمعنى أنهم سيقدمون عملين او ثلاثة ويتوقفون بعدها لأن الجمهور لن يقبل على مشاهدة أعمالهم. كما تباينت مواقف الفنانات تجاه التعامل مع جماعة "الاخوان المسلمين" فتقول وفاء عامر انا سعيدة بدخول الاخوان مجال الانتاج لأنهم سيعيدون لنا الريادة في المسلسلات الدينية والتاريخية وسيقدمون أعمالا دينية تظهرعظمة وقيمة الدين الإسلامي، وإذا عرض على الإخوان التعامل معهم فلن أمانع. أما الفنانه نيللى كريم فتقول:دخول الإخوان في الفن خطوة أراها للخلف وليست للأمام. وتقول داليا البحيري: لاأمانع في المشاركة في أعمال من إنتاج الإخوان بشرط أن تتماشي مع آرائي ،ولكن في حالة عدم اقتناعي بالأفكار سأرفض ،وأي شخص له الحق أن ينتج وأي فنان له الحق في قبول العمل أو رفضه. وفيما يتعلق بموقف النقاد يرى الناقد الفنى طارق الشناوي أن من حق الاخوان تقديم اعمال فنية بضوابط اسلامية والحكم سيكون للجمهور فى النهاية فمنذ عدة سنوات تم تقديم فيلم بعنوان "كامل الاوصاف" وارتدت فيه حلا شيحة الحجاب والفيلم سقط لأن الجمهور لم يقبل على مشاهدته ليس لأن حلا ارتدت الحجاب فى الفيلم وانما لأن الفيلم لم يكن به أي ابداع فني ،والمهم ان يكون هناك ابداع فنى . وقال اما الفنانون فأعتقد أنهم سيتعاملون معهم لأنهم يعملون مع من يدفع اكثر ويقدمون الشىء ونقيضه فى نفس الوقت وفى النهايه الجمهور هو الذى سيقرر اما دعم سينما الاخوان او التخلي عنها.