كتبت - ثناء عامر وشيرين يحيي: ألم.. فقر.. تشتت.. معاناة.. هذا حال الكثير من المطلقات، الفتاة التي يرفضها المجتمع بأسره فلا يراها ضحية لشاب عابث مستهتر بل تعتبر المذنبة الأولي في نظر الجميع ابتداءً من الأسرة. ولم يقتصر ظلم المطلقة إلي حد الألفاظ السيئة والمعاملة غير اللائقة بل إن هناك من يرفض التعامل معها مطلقا وكأنها ميكروب أو وباء.
تعد فتيات الجمعيات الأهلية ودور الأيتام أكثر ضحايا الطلاق خاصة بعد أن حسم القانون وضع المطلقة داخل الدار بأن رفض عودتها إلي "الدار" التي تعد ملجأها الوحيد بعد طلاقها وطردها لتجد نفسها فريسة سهلة المنال، وتذهب بها الحياة إلي مفترق الطرق. كشفت فاطمة حجازي رئيسة جمعية "أولادي" أن الدار توفر لفتياتها جميع مستلزمات الزواج من أثاث وأجهزة كهربائية فضلا عن إيداع مبلغ من المال في أحد البنوك للفتاة. وانتقدت فاطمة قانون الجمعيات الأهلية الذي يمنع عودة الفتاة المطلقة "للدار" أو ل"الجمعية" الخاصة بها وكذلك عدم توفير فرصة عمل شريف تعيش منه الفتاة لتصبح الفتاة فريسة للشارع ومخاطره وأكدت مديرة إحدي الجمعيات الأهلية التي رفضت ذكر اسمها أنه بالرغم من توعية الفتاة قبل الزواج من جشع الزوج واستهتار البعض وقيام الجمعية بالسؤال والتحقيق عن الشاب المقدم علي زواج "فتاة الجمعية" إلا أن هناك الكثير من الشباب الذين يستغلون الفتيات لسلب ممتلكاتهن بحجة الزواج منهن، وطالبت فقهاء القانون بأن يشرعوا المواد التي من شأنها أن تحمي المطلقات من ظلم المجتمع وللسماح بعودتهن لدار الأيتام لمنع الجرائم خاصة أن رفض عودتهن للدار يساهم في تشريدهن فضلا عن المزيد من المخاطر التي يتعرضن لها فبذلك يشترك القانون مع الشاب العابث في وصول الفتاة إلي الشارع والأماكن المشبوهة. تروي نورا "فتاة إحدي الجمعيات الخيرية" 25 سنة قصتها مع الدار والزواج قائلة: عشت أياما سعيدة داخل الدار مليئة بالدفء والكرامة ورغبت في الزواج علي أمل أن يكون لي أسرة ورجل أعتمد عليه وأعتبره سندي في الحياة إلا أنني فوجئت بزوجي يستولي علي مالي لمساعدته في مشروعه الخاص وبعد فترة طلب مني بيع بعض الأثاث لاستكمال مستلزمات المشروع، وأضافت: صدمت بعد ذلك بحقيقة زوجي الذي أخذ يعايرني ويصفني بأنني تربية ملاجئ وطلقني في النهاية وأصبحت حائرة خاصة بعد منعي من العودة إلي الدار مرة أخري فلم يكن لي ملجأ سوي الشارع وقالت نورا: "لكن الحمد لله الدنيا لسه فيها خير، عملت بائعة في محل حلوي واستأذنت صاحب المحل في المبيت داخل المحل".