ازدادت الأجواء الانتخابية بنقابة الصحفيين سخونة مع قرب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها 14 أكتوبر الجاري لاختيار نقيب و12 عضوا بمجلس النقابة مناصفة بين فوق سن ال15 سنة قيد بالنقابة وتحت السن بعد الجولات المستمرة للمرشحين بالصحف لعرض برامجهم لحصد الأصوات. وتأتي الانتخابات هذه المرة مختلفة عن الأجواء السابقة لكونها الأولي بعد ثورة25 يناير ،حيث اختفي مرشحو النظام سواء كان ذلك علي منصب النقيب أو الأعضاء خاصة بعد الانتخابات الماضية التي شهدت صراعا كبيرا بين مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق والمدعوم أنذاك من نظام مبارك، والدكتور ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية واستطاع مكرم حسمها لصالحه. واختفت في هذه الانتخابات الوعود والإغراءات المالية للأعضاء لكسب الأصوات لصالح مرشحي النظام سواء كان ذلك من خلال مشروعات سكنية تم التنسيق لها قبل الانتخابات أو الوعود بزيادة بدل التكنولوجيا بناء علي دعم النظام للمرشح كما حدث في الانتخابات الماضية. ويخوض الانتخابات هذه المرة خمسة مرشحين هم يحيي قلاش سكرتير عام النقابة السابق الذي يعتمد علي موقعه النقابي وتكوينه لعلاقات خلال فترة تواجده المستمر داخل أروقة النقابة إلي جانب دعم شباب الصحفيين له بعد عدم ترشح ضياء رشوان وتصريحه بأنه ويحيي يمثلان تيارا واحدا مما يصب في مصلحة قلاش. وينافس أيضا علي المنصب ممدوح الولي نائب رئيس تحرير الأهرام وأمين صندوق النقابة السابق والذي يعتمد بشكل كبير علي خدماته للصحفيين أثناء توليه صندوق النقابة إلي جانب الكتلة التصويتية الكبيرة لمؤسسة الأهرام في الوقت الذي يحسب فيه الولي علي التيار الديني ،إلا انه نفي ذلك تماما. ويدخل في الصراع علي المنصب سيدالإسكندراني الصحفي ب"الجمهورية"ومؤنس زهيري "أخبار اليوم" ومحمد المغربي "الشعب"الذين يسعون للفوز بالمنصب وإحداث مفاجأة. وشهدت الانتخابات هذه المرة تقدم 76 من الصحفيين الشباب للترشح تحت السن من بينهم الزميل كاظم فاضل رئيس القسم الطبي بالوفد وذلك لإيمانهم بالمشاركة الفعالة بعد ثورة 25 يناير المجيدة وإتاحة الفرصة للجميع والشعور بتكافؤ الفرص دون انحياز جهات معينة لأي من المرشحين،كذلك تقدم 28 صحفيا لمقاعد فوق السن. كذلك أراد بعض أعضاء المجلس الحالي استمرار التواجد النقابي حيث تقدموا بأوراق ترشحهم منهم محمد عبد القدوس وجمال فهمي وعبير السعدي وهاني عمارة وجمال عبد الرحيم في الوقت الذي امتنع فيه صلاح عبد المقصود وعبد المحسن سلامة ومحمد خراجة وعلاء ثابت وياسر رزق عن الترشح. وشهدت الأيام الماضية جولات عديدة لجميع المرشحين في كل المؤسسات الصحفية حاملين برامجهم المختلفة لحصد الأصوات مما يزيد المنافسة اشتعالا خاصة مع عدم وجود تيار معين يسيطر علي النقابة أوظهور القوائم بالصورة الحقيقية لها. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن ترشح خمسة أعضاء للمجلس لكن خرجت تصريحات المرشحين لتؤكد اختلاف برامجهم كل حسب رؤيته بل أعلنوا انهم مرشحو كل التيارات لكونه عملا نقابيا الأمر الذي فسره البعض بالتخوف من عدم حصد الأصوات وحسابه لصالح تيار ربما يسيطر علي النقابة. ويواجه المجلس القادم تحديات صعبة للغاية خاصة في ملف الإسكان بمدينة الصحفيين بالسادس من أكتوبر وشقق قليوب ومشروع بالوظة ببورسعيد والذي أصبح الغموض يسيطر علي مستقبلها لتصبح مشروعات وهمية لايوجد لها حقائق علي أرض الواقع حتي الآن. كذلك ضعف بدل التكنولوجيا الذي يأمل الصحفيون في زيادته خلال الفترة القادمة بما يتوافق مع زيادة الاسعار ورفع الحد الأدني للأجور وتوفير عيشة كريمة للصحفي مع ضرورة الحاجة الماسة لتغيير قانون النقابة الحالي الذي لايفي بمتطلبات المرحلة وتضمنه نصوص لاتواكب العصر مثل شرط عضوية الصحفي بالاتحاد الاشتراكي مثلا وهو مالم يعد له وجود منذ عشرات السنين. إلي جانب حتمية صدور قوانين منع الحبس في قضايا النشر وقانون حرية تداول المعلومات وتخفيف شروط القيد التي تجعل المؤسسة بمثابة الحاكمة بأمرها علي مستقبل الصحفي حتي ولو مر عليه عشرات السنين في العمل بها. كل هذه التحديات ستكون في انتظار المجلس القادم فهل سيكون هناك حل لها علي أرض الواقع أم سيكتفي النقيب والناجحون بحمل عضوية المجلس بإدلاء التصريحات هنا وهناك ؟